للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• حديث: "مَن أصبح جُنُبا أفطر ذلك اليوم … ".

أطْلَقَه أوَّلًا ثمَّ قال: "أخْبَرَنِيهِ مُخْبِر"، يعني عن النبي (١).

هكذا هو في الموطأ عن مجهول، وقد روي أن أبا هريرة رَفَعَه من غير واسطةٍ، ورُوي أيضًا أنّه قال: "لمَ أسمعه مِن النبي ، إنَّما حدثنيه الفضلُ عنه"، انظره في مسند عائشة من رواية أبي بكر بن عبد الرحمن (٢).

فصل: أبو هريرة من المُكثرين، قال البخاري: "رَوى عنه أكثرُ من ثَمانِ مائةِ رجلٍ من بَينِ صاحبٍ وتابِعٍ" (٣).

ورُوي عن أبي هريرة أنَّه قال: "يقولون: إنَّ أبا هريرة يُكثِرُ الحديثَ عن رسولِ الله والله المَوعِد، ويقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لَا يُحدِّثودن مثلَ أحاديثه، وسَأخبرُكم عن ذلك: كان المهاجرون يَشغَلُهم الصَّفقُ بالأسواقِ، وكذلك الأنصارُ يَشْغَلُهم القيامُ على أموالِهِم، وكنتُ رجلًا مسكينًا أَلْزَمُ رسولَ الله على مِلء بَطْنِي، فأَشهَدُ إذا غابُوا وأحْفَظُ إذا نَسُوا، ولقد قال رسول الله يومًا: "أَيُّكم يَبسُطُ ثوبَه فيأخُذُ مِن حديثِي هذا ثمَّ يَجمَعُه


(١) الموطأ كتاب: الصيام، باب: ما جاء في صيام الذي يصبح جنبا في رمضان (١/ ٢٣٢) (رقم: ١١).
(٢) سيأتي تخريجه، والكلام عليه سندا ومتنا في مسند عائشة (٤/ ٩٦).
وقول المصنف: "هكذا في الموطأ عن مجهول"، ليس المراد بجهالة الحال والعين المصطلح عليها عند المحدثين، وإنما مراده بجهالة اسمه، ولا شك أنه من الصحابة، كما جاء في بعض الطرق التي أشار إليها المصنف.
(٣) تهذيب الكمال (٣٤/ ٣٧٧).
وذكر ابن حزم في ما لكل واحد من الصحابة من الحديث (ضمن كتاب: بقي بن مخلد القرطبي) (ص: ٣١) أنّه روى خمسة آلاف حديث، وثلاثمائة حديث وأربعة وسبعين حديثًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>