وأخرجه أحمد في المسند (٢/ ٤٠٤، ٤٠٥) من طريق خلف، عن أبي معشر به. وهذا سند ضعيف؛ لضعف أبي معشر السندي، وقد تقدّم. لكن يشهد له حديث مالك الموقوف، وما أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الأطعمة، باب: ما كان النبي ﷺ وأصحابه يأكلون (٦/ ٥٥٠) (رقم: ٥٤١٤) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: "خرج رسول الله ﷺ من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير". وانظر حديث عائشة الآتي. (٢) حديث عائشة أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الرقاق، باب: كيف كان عيش النبي ﷺ والصحابة وتخليهم عن الدنيا (٧/ ٢٣٢) (رقم: ٦٤٥٩)، ومسلم في صحيحه كتاب: الزهد والرقائق (٤/ ٢٢٨٢، ٢٢٨٣) (رقم: ٢٩٧٢) من طريق عروة عن عائشة: "إن كنا آل محمَّد لنمكث شهرا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء" لفظ مسلم. ومراد المصنف من قوله: مخرج في المسندات، أي حديث عائشة، وإن لم يكن مرفوعا لفظا، إلا أنَّ معناه مرفوع، لذا أخرجه الأئمة في المرفوعات كالبخاري ومسلم، والمسندات كالامام أحمد في مسند (٦/ ٤٨، ٥٦، ١٠٨، ٢٠٧، ٢١٢)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٢/ ٣٥٥) (رقم: ٣٤٦ - ٣٤٨). وهذا ما يؤيّد أن حديث الموطأ قد يُلحق بالمرفوع كما قال المصنف، والله أعلم. تنبيه: ورد في حديث مالك قصة، وفيها قول أبي هريرة لحميد بن خثيم: "أَحسِن إلى غَنَمِك، وامسح الرغام عنها، وأطب مراحها، وصلّ في ناحيتها، فإنها من دوابّ الجنة". فقوله: "امسح الرغام عنها، وصل في ناحيتها، فإنها من دواب الجنة"، له حكم الرفع، فإنه لا يقال من قبل الرأي، وقد جاءت هذه الألفاظ عن أبي هريرة مسندة مرفوعة إلى النبي ﷺ. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/ ١٢٠) (رقم: ١١٢٨). وهذا يفيد أن حديث الموطأ مرفوع سواء من طرفه الذي أورده المصنف، أو من هذا الطرف المشار إليه، والله وليّ التوفيق.