وقال في معرض بيانه لفقه الحديث: "فيه أيضًا أنَّ القارن يجزيه طواف واحد وسعي واحد، وبهذا قال مالك والشافعي وأصحابهما، وأحمد … وحجة من قال بهذا القول حديث مالك هذا عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، وفيه قالت: إنَّ أصحاب رسول الله ﷺ الذين جمعوا الحج والعمرة إنما طافوا طوافا واحدا. فإن قيل: إن من روى هذا الحديث عن ابن شهاب لم يذكر هذا فيه من قول عائشة، قيل له: إن تقصير من قصّر عنه ليس بحجة على من حفظه، ومالك أتت الناس عند الناس في ابن شهاب، وقد ذكره مالك وحسبك به". التمهيد (٨/ ٢٠٥، ٢٣٠ - ٢٣١). (١) لم أقف عليه أيضًا، لكن تقدّم أن الجمهور من أصحاب مالك رووه عن مالك مسندًا موصولًا، فلا تقدح فيه رواية جويرية المرسلة. (٢) ذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أنها كانت متمتعة، فلما حاضت ولم تتمكّن من الطواف بالبيت ولا بين الصفا والمروة رفضت عمرتها، وأحرمت بالحج، واستدلوا على ذلك بما تقدّم في حديث عروة: "دعي عمرتك، وانقضي رأسك، وامتشطي". قالوا: فلو كانت باقية على إحرامها لما جاز لها أن تمتشط، ولأنه ﷺ قال للعمرة التي أتت بها من التنعيم: "هذه مكان عمرتك". التمهيد (٨/ ٢٢٨)، والمغني (٥/ ٣٦٨). وذهب بعض أهل العلم كإسماعيل القاضي وغيره إلى أنها كانت مفرِدة، لما روى الأسود بن يزيد وعمرة بنت عبد الرحمن عنها أنها قالت: "خرجنا مع رسول الله ﷺ لا نرى إلا أنه الحج"، وروى القاسم بن محمَّد عنها أنها قالت: "لبَّينا مع رسول الله ﷺ بالحج"، قال إسماعيل القاضي: "قد اجتمع هؤلاء يعني الأسود والقاسم وعمرة على الروايات التي ذكرنا فعلمنا بذلك =