للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليست زيادة الواو توجب أن تكون الوسطى غير صلاة العصر؛ لأنَّ سيبويه حكى عن العرب: مررت بأخيك وصاحبك، يريدون الصاحب هو الأخ، وإن عطفوه بالواو (١).

وقد تظاهرت الأخبار عن النبي أن الصلاة الوسطى هي العصر.

ومن ذلك: ما رواه شُتير بن شكل، عن علي بن أبي طالب أن النبي قال يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر"، هكذا قال فيه: "صلاة العصر"، نسقا على البدل من غير واو. خرجه مسلم (٢).

وشُتَير: بالشين المعجمة مضمومة، والتاء المعجمة بنقطتين من فوقها مصغّرا (٣).

وسأل عَبيدة عليًّا عن الصلاة الوسطى فقال: كنا نراها الفجر، حتى


= ثمَّ إنها على تقدير ثبوتها في قراءة ابن عباس لا توجب أن تكون الوسطى غير صلاة العصر، كما سيبين المصنف لأنها ليست نصا في المغايرة.
(١) انظر: الكتاب له (١/ ٣٩٩).
وقد نص غير واحد من أهل العلم كشيخ الإِسلام ابن تيمية والحافظ ابن كثير وابن حجر أيضًا على أن الواو ليست صريحة في اقتضاء المغايرة؛ فإنها قد تكون زائدة، وقد تكون لعطف الصفات لا لعطف الذوات، وذكر ابن كثير شواهد على ذلك، منها حكاية سيبويه السابقة.
انظر: شرح العمدة لشيخ الإِسلام ص: ١٥٧، تفسير القرآن الكريم لابن كثير (١/ ٣٠٠)، فتح الباري (٨/ ٤٥)، وإعراب القرآن لأبي جعفر النحاس (١/ ٢٧٢ - ٢٧٣).
(٢) في الصحيح كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (١/ ٤٣٧) (رقم: ٢٠٥).
(٣) انظر: المؤتلف والمختلف للأزدي (ص: ٧٧)، وإكمال ابن ماكولا (١/ ٣٧٨)، وتوضيح المشتبه (١/ ٥٤٤)، والتبصير (٢/ ٧٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>