قال ابن حبَّان: "روى هذا الخبر معمر عن الزهري من حديث غندر فقال: أخبرني سهل بن سعد، ورواه عمرو بن الحارث عن الزهري، قال: حدّثني من أرضى عن سهل بن سعد، ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد كما قاله غندر، وسمعه عن بعض من يرضاه عنه، فرواه مرّة عن سهل بن سعد، وأخرى عن الذي رضيه عنه". الإحسان (٣/ ٤٤٩). قلت: وعلى تقدير انقطاع هذا الطريق فإن له طريقًا أخرى متّصلة، أخرجه أيضًا أبو داود (١/ ١٤٧) (رقم: ٢١٥)، والدارميُّ (١/ ١٩٤)، والدارقطني (١/ ١٢٦)، وابن حبَّان (٣/ ٤٥٣ - ٤٥٤) (رقم: ١١٧٩)، والبيهقيُّ (١/ ١٦٦) من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد به. وهو صحيح كما قال الدارقطني والبيهقيُّ. (١) أخرجه الترمذي في السنن كتاب: الطهارة، باب: ما جاء أن الماء من الماء (١/ ١٨٦) (رقم: ١١٢) عن علي بن حجر، عن شريك، عن أبي الجُحاف - داود بن أبي عوف -، عن عكرمة، عن ابن عباس به. وسنده ضعيف، فيه شريك بن عبد الله النخعي، صدوق يخطئ كثيرا، وتغيّر حفظه لما ولي القضاء كما في التقريب (رقم: ٢٧٨٧). وشيخه أبو الجحاف ذكره ابن حبَّان في الثقات (٦/ ٢٨٠)، وقال: "يخطئ". ولأجلهما قال الحافظ في التلخيص (١/ ١٤٣): "في إسناده لين". وهذا التأويل الذي ذكره ابن عباس ﵁ هو رأي له، والجمهور على أنَّه منسوخ، بحديث أبي هريرة وعائشة: "إذا جلس بين شعبها الأربع ثمَّ جهدها فقد وجب الغسل". وقد دلّ على النسخ حديث أُبيّ المتقدّم. انظر: القبس (١/ ١٦٧ - ١٧١)، وشرح السنة (١/ ٣٣٧ - ٣٣٨)، وإخبار أهل الرسوخ لابن الجوزي (ص: ٦٨)، وشرح النوويّ على صحيح مسلم (٤/ ٣٦)، ونصب الراية (١/ ٨١)، وفتح الباري (١/ ٤٧٣)، والتلخيص الحبير (١/ ١٤٣). (٢) تقدَّم حديثها (٤/ ٩١).