"وقد قلّد هذا الخبر الذي ظن فيه عبد الرزاق أن مالكا أراد بقوله ذلك يزيد بن قسيط بعضُ من ألّف في الرجال فقال: يزيد بن قسيط، ذكر عبد الرزاق أن مالكا لم يرضه، فليس بالقوي. وهذا غلط وجهل، ويزيد بن قسيط ثقة من ثقات علماء المدينة". الاستذكار (٢٥/ ١٢٧ - ١٢٩). قلت: وعلى هذا فعِلَّةُ حديث الباب جهالة أم محمد فقط كما قال الإمام أحمد في رواية ابن عبد الله وكذا لا رواية الأثرم كما في نصب الراية (١/ ١٧٧)، إلا أنها توبعت، فقد روى النسائي في السنن كتاب: الفرع، باب: جلود الميتة (٧/ ١٩٦) (رقم: ٤٢٥٥، ٤٢٥٦)، وأحمد فِي المسند (٦/ ١٥٤ - ١٥٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٧٠)، والدارقطني في السنن (١/ ٤٤)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) (٤/ ١٠٥) (رقم: ١٢٩٠) من طرق عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: "دباغ جلود الميتة طهورها". والإسناد فيه شريك إلا أنه مقبول في المتابعات. وروى الدارقطني أيضا (١/ ٤٩) من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عائشة رفعته: "طهور كل أديم دباغه" وقال: إسناد حسن رجاله ثقات. قلت: هذه متابعة جيّدة. وتابعها أيضا على هذا اللفظ القاسم عند الطبراني في المعجم الصغير (ص: ٢٢٨) (رقم: ٥٢٤)، ولأجل هذه المتابعات يتقوى الحديث إلى درجة الحسن لغيره. (١) روى له مسلم في صحيحه، كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم، باب: إكثار الأعمال، والاجتهاد في العبادة (٤/ ٢١٧٢) (رقم: ٨) من طريق أبي صخر عنه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: "كان رسول الله ﷺ إذا صلّى، قام حتى تفطّر رجلاه … " الحديث.