للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ أبو العباس: وقد خرّج له في الصحيح غير هذا الحديث (١).


= كان مالك ليقول فيه ما ظنّ عبد الرزاق به؛ لأنه قد احتج به في مواضع من موطئه، وإنما قال مالك: وليس رَجُلُه عندنا هنالك في الرجل الذي كَتَم اسمه، وهو الذي حدّثه بهذا الحديث عن يزيد بن قسيط، وقد بان بما رواه ابن القاسم - وهو في الجوهر النقي (٤٨/ ٨) - عن مالك عن رجل عن يزيد بن قسيط ما ذكرنا وبالله التوفيق".
"وقد قلّد هذا الخبر الذي ظن فيه عبد الرزاق أن مالكا أراد بقوله ذلك يزيد بن قسيط بعضُ من ألّف في الرجال فقال: يزيد بن قسيط، ذكر عبد الرزاق أن مالكا لم يرضه، فليس بالقوي. وهذا غلط وجهل، ويزيد بن قسيط ثقة من ثقات علماء المدينة". الاستذكار (٢٥/ ١٢٧ - ١٢٩).
قلت: وعلى هذا فعِلَّةُ حديث الباب جهالة أم محمد فقط كما قال الإمام أحمد في رواية ابن عبد الله وكذا لا رواية الأثرم كما في نصب الراية (١/ ١٧٧)، إلا أنها توبعت، فقد روى النسائي في السنن كتاب: الفرع، باب: جلود الميتة (٧/ ١٩٦) (رقم: ٤٢٥٥، ٤٢٥٦)، وأحمد فِي المسند (٦/ ١٥٤ - ١٥٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٧٠)، والدارقطني في السنن (١/ ٤٤)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) (٤/ ١٠٥) (رقم: ١٢٩٠) من طرق عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله : "دباغ جلود الميتة طهورها".
والإسناد فيه شريك إلا أنه مقبول في المتابعات.
وروى الدارقطني أيضا (١/ ٤٩) من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عائشة رفعته: "طهور كل أديم دباغه" وقال: إسناد حسن رجاله ثقات.
قلت: هذه متابعة جيّدة.
وتابعها أيضا على هذا اللفظ القاسم عند الطبراني في المعجم الصغير (ص: ٢٢٨) (رقم: ٥٢٤)، ولأجل هذه المتابعات يتقوى الحديث إلى درجة الحسن لغيره.
(١) روى له مسلم في صحيحه، كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم، باب: إكثار الأعمال، والاجتهاد في العبادة (٤/ ٢١٧٢) (رقم: ٨) من طريق أبي صخر عنه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: "كان رسول الله إذا صلّى، قام حتى تفطّر رجلاه … " الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>