للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بعض الروايات أنَّها قالت: ما مِثْلي تُنكَح؛ لي ولد، وأنا ذات عيال، وأنا غَيُور، فقال : "أنا أغير منكِ، وأنا أكثر عيالًا منكِ، فأما الغيرة فيَذهب الله بها، وأما العيال فإلي الله وإلي رسوله"، ولما تزوّجها أخذ عمّار زينب فَكَفَلَها، ذكره البزار وغيره (١).


= وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ١٨٦ - ١٨٧) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البُناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة -مختصرًا ومطوّلًا-، ولم يرد ذكر "ابن عمر" في سياق إسناد التمهيد.
والحديث مما صحّح ابن حجر إسناده في الإصابة (١٣/ ٢٢٣) - بعد أن عزاه إلي النسائي- لكن حكمه هذا لا يتمشّي مع قاعدته هو؛ لأن ابن عمر بن أبي سلمة هو محمد، وقد قال أبو حاتج فيه: "لا أعرفه". وقال الذهبي: "لا يعرف". وقال الحافظ نفسه: "مقبول".
فتصحيحه لا يتمشي مع قاعدة المقبول عنده، فالراجح ما قال الذهبي أن الحديث (فيه مقال) لجهالة ابن عمر، لكنه ورد من طريق آخر صحيح ليس فيه ابن عمر المذكور، أخرجه إسحاق في مسنده (٤/ ٦٤ - ٦٦) (رقم: ١٣)، وأبو يعلى في مسنده (١٢/ ٣٣٧ - ٣٣٨) (رقم: ٦٩٠٨) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: حدثني ابن أم سلمة، فذكره مطوّلًا.
وورد بعض أجزاءه عند مسلم في الجنائز، باب: ما يقال عند المصيبة (٢/ ٦٣١ - ٦٣٢) (رقم: ٣) من طريق ابن سفينة عنها أنها قالت: سمعت رسول الله يقول: ما مسلم تصيبه مصيبة … وفيه قولها: أرسل إليّ رسول الله حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له، فقلت: إن لي بنتا وأنا غيور فقال: "أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب بالغيرة".
وانظر ترجمة ابن عمر بن أبي سلمة في: والجرح والتعديل (٨/ ١٨)، والميزان (٦/ ٢٦٨)، والتقريب (رقم: ٨٤٨٣).
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٧٤)، وعبد الرزاق في المصنف (٦/ ٢٣٥ - ٢٣٦) (رقم: ١٠٦٤٤)، ومن طريقه أحمد في المسند (٦/ ٣٠٧)، والنسائي في السنن الكبرى (٥/ ٢٩٣) (رقم: ٨٩٢٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٢٩)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ٢٧٣) (رقم: ٥٨٥)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) (٩/ ٣٧٢) (رقم: ٤٠٦٥)، كلهم من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة به.
قال الحافظ: "وعنده أيضًا (أي النسائي) بسند صحيح من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>