(٢) روي أبو داود في السنن كتاب: النكاح، باب: الصداق (٢/ ٥٨٣) (رقم: ٢١٠٧) من طريق الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة: أنّها كانت تحت عبيد الله بن جحشَ، فمات بأرض الحبشة، فزوّجها النجاشيُّ النبيَّ ﷺ، وأمهرها عنه أربعة آلاف، وبعث بها إلي رسول الله ﷺ مع شرحبيل بن حسنة. وسنده صحيح. والحديث أخرجه النسائي أيضًا في النكاح، باب: القسط في الأصدقة (٦/ ٤٢٩) (رقم: ٣٣٥٠) وفيه: "وجهّزها -أي النحاشي- من عنده". هكذا ورد عن أم حبيبة نفسه أنّ الذي أنكحه إياها وزوّجها هو النجاشي، وذكر ابن عبد البر اختلافًا فيمن عقد عليها فقيل: عقد عليها النجاشي، وقيل: عثمان بن عفان، وقيل: خالد بن سعيد، قال: "وَردَ هذا التناقض في كتاب الزبير أيضًا، ثم سمع بين هذه الأقوال فقال: يحتمل أن يكون النجاشي هو الخاطب علي رسول الله ﷺ، والعاقد عثمان بن عفان". وقال الخطابي: "معنى قوله: زوّجها النجاشي" أي ساق إليها المهر، فأضيف عقد النكاح إليه؛ لوجود سببه منه، وهو المهر". فهذا وجه آخر للجمع بين الأقوال المختلفة إن كان العاقد عليها عثمان بن عفان. انظر: الطبقات الكبرى (٨/ ٧٦ - ٨٠)، معالم السنن (٣/ ١٧٩)، وجوامع السيرة (ص: ٢٨)، والاستيعاب (٣/ ١٣). (٣) بكسر الراء، وياء مثناة من تحت، وآخره موّحدة. انظر: توضيح المشتبه (٤/ ١٠٨، ١١٠)، والإصابة (٦/ ٣٤). (٤) انظر: طبقات ابن سعد (٨/ ١٠١)، والاستيعاب (١٣/ ١٥)، والسير (٢/ ٢١١)، والإصابة (١٢/ ٢٧٥). (٥) سورة الأحزاب، الآية: (٣٧). وانظر: الطبقات لابن سعد (٨/ ١٠٣)، والإصابة (١٢/ ٢٧٥). (٦) وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾ الآية، الأحزاب (٥٣). وانظر سبب نزولها في صحيح البخاري كتاب: التفسير، باب: لا تدخلوا بيوت النبي (٣/ ٢٧٨) =