للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنكحه إيّاها عثمان بن عفّان، وهي بنت عمّته (١)، ويقال: إنَّ النَّجاشي أصدقها عنه وجهّزها إليه، ذكره الزبير وغيره (٢)، وكان أبوها حينئذ مشركًا بمكة.

وزينب بنت جحش بن رِيَاب (٣)، وهي بنت أُمَيمَة بنت عبد المطلب عمة النبي (٤). كانت تحت زيد بن حارثة، وفيها نزلت: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾ (٥)، وبسببها أنزلت آية الحجاب (٦)، وبقي التبنّي ورفع


(١) عمّته هي صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس. الاستيعاب (٣/ ١٣)، وأسد الغابة (٧/ ١١٦).
(٢) روي أبو داود في السنن كتاب: النكاح، باب: الصداق (٢/ ٥٨٣) (رقم: ٢١٠٧) من طريق الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة: أنّها كانت تحت عبيد الله بن جحشَ، فمات بأرض الحبشة، فزوّجها النجاشيُّ النبيَّ ، وأمهرها عنه أربعة آلاف، وبعث بها إلي رسول الله مع شرحبيل بن حسنة. وسنده صحيح.
والحديث أخرجه النسائي أيضًا في النكاح، باب: القسط في الأصدقة (٦/ ٤٢٩) (رقم: ٣٣٥٠) وفيه: "وجهّزها -أي النحاشي- من عنده".
هكذا ورد عن أم حبيبة نفسه أنّ الذي أنكحه إياها وزوّجها هو النجاشي، وذكر ابن عبد البر اختلافًا فيمن عقد عليها فقيل: عقد عليها النجاشي، وقيل: عثمان بن عفان، وقيل: خالد بن سعيد، قال: "وَردَ هذا التناقض في كتاب الزبير أيضًا، ثم سمع بين هذه الأقوال فقال: يحتمل أن يكون النجاشي هو الخاطب علي رسول الله ، والعاقد عثمان بن عفان".
وقال الخطابي: "معنى قوله: زوّجها النجاشي" أي ساق إليها المهر، فأضيف عقد النكاح إليه؛ لوجود سببه منه، وهو المهر".
فهذا وجه آخر للجمع بين الأقوال المختلفة إن كان العاقد عليها عثمان بن عفان.
انظر: الطبقات الكبرى (٨/ ٧٦ - ٨٠)، معالم السنن (٣/ ١٧٩)، وجوامع السيرة (ص: ٢٨)، والاستيعاب (٣/ ١٣).
(٣) بكسر الراء، وياء مثناة من تحت، وآخره موّحدة. انظر: توضيح المشتبه (٤/ ١٠٨، ١١٠)، والإصابة (٦/ ٣٤).
(٤) انظر: طبقات ابن سعد (٨/ ١٠١)، والاستيعاب (١٣/ ١٥)، والسير (٢/ ٢١١)، والإصابة (١٢/ ٢٧٥).
(٥) سورة الأحزاب، الآية: (٣٧). وانظر: الطبقات لابن سعد (٨/ ١٠٣)، والإصابة (١٢/ ٢٧٥).
(٦) وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾ الآية، الأحزاب (٥٣).
وانظر سبب نزولها في صحيح البخاري كتاب: التفسير، باب: لا تدخلوا بيوت النبي (٣/ ٢٧٨) =

<<  <  ج: ص:  >  >>