للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمتوفاة هي أمُّ كُلثوم زوج عثمان بن عفان (١)، كان تزوّجها بعد موت


= الخبر عن أم عطية بأكمل ألفاظه، بخلاف محمد بن سيرين فقد فات منه بعض ألفاظ الحديث، وروى أيوب هذا الحديث عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، وعن محمد بن سيرين، عن أم عطية، فكان يروي عن كل واحد منهما حديثه على وجهه، وكان من أحفظ الناس.
وذكر أيضًا أن محمد بن سيرين كان يروي عن أخته عن أم عطية من ذلك ما لم يحفظه عن أم عطية، فممّا كان يرويه عن حفصة قولها: "ومشطناها ثلاثة قرون" لم يسمع ابن سيرين هذه اللفظة عن أم عطية، فكان يرويها عن أخته حفصة، عن أم عطية. انظر: التمهيد (١/ ٣٧٢).
قلت: ولما كنت رواية مالك عن أيوب من طريق محمد بن سيرين دون حفصة فلم ترد عنده تلك الزيادات، ولذلك قال البغوي عقب حديث مالك ورواه أيوب، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، وفي حديثها: "اغسلنها وترًا ثلاثا أو خمسا، أو سبعا"، وفيه: "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء"، وفيه: أن أم عطية قالت: "ومشطناها ثلاثة قرون". شرح السنة (٣/ ٢٢٢).
وروى البخاري في صحيحه (١/ ٣٨٨) (رقم: ١٢٥٤) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب أنه قال: وحدثتني حفصة بمثل حديث محمد، وكان في حديث حفصة: "اغسلنها وترًا"، وكان فيه: "ثلاثا، أو خمسا، أو سبعا".
(١) هذا قول، وبه قال ابن عبد البر أيضًا، وحكاه عن طائفة من أهل السير.
قال ابن بشكوال: والشاهد لذلك ما أخبرنا به أبو الحسن يونس بن محمد ... فساقه بإسناده من طريق الأوزاعي، عن ابن سيرين، قال: حدثتني أم عطية قالت: كنت فيمن غسّل أم كلثوم، الحديث. ورجاله ثقات.
وروى أبو داود في السنن كتاب: الجنائز، باب: في كفن المرأة (٣/ ٥٠٧) (رقم: ٣١٥٧) من حديث ليلى بنت قانف أنها قالت: كنت فيمن غسَّل أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند وفاتها، فذكرت الحديث، وإسناده ضعيف، فيه نوح بن حكيم مجهول لا يُعرف كما قال الذهبي في الميزان (٥/ ٤٠١)، وابن حجر في التقريب (رقم: ٧٢٠٤).
وروى ابن ماجة في السنن كتاب: الجنائز، باب: ما جاء في غسل الميت (١/ ٤٦٨) (رقم: ١٤٥٨) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية قالت: "دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نغسل ابنته أم كلثوم ... ".
وإسناده صحيح، بل قال الحافظ: "إِنَّهُ على شرط الشيخين". فتح الباري (٣/ ١٥٣). =

<<  <  ج: ص:  >  >>