للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: تبدية المدّعى عليهم باليمين.

والآخر: إغرام اليهود الديّة، وَوَهَّن ذلك وضعّفه، وقال: "حديث بُشير بن يسار في القسامة أقوى الأحاديث وأصحّها" (١)، انظره في مسند


(١) قال الإمام مسلم: "ومن الحديث الذي نُقل على الوهم في متنه ولم يحفظ … ". فساق رواية سعيد بن عُبيد بإسناده ثم قال: "هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عُبيد على صحته، ودخله الوهم حتى أغفل موضع حكم رسول الله على جهته … "، ثم ساق رواية يحيى بن سعيد من طرق عنه، وكذا رواية ابن شهاب عن أبي سلمة وسليمان بن يسار عن رجل من الأنصار ثم قال: "فقد ذكرنا جملة من أخبار أهل القسامة في الدم عن رسول الله ، وكلها مذكور فيها سؤال النبي إياهم قسامة خمسين يمينًا، وليس في شيء من أخبارهم أن النبي سألهم البينة إلا ما ذكر سعيد بن عُبيد في خبره، وترك سعيد القسامة في الخبر فلم يذكره، وتواطؤ هذه الأخبار التي ذكرناها بخلاف رواية سعيد يقضي على سعيد بالغلط والوهم في خبر القسامة، وغير مشكل على من عقل التمييز من الحفاظ من نقلة الأخبار ومن ليس كمثلهم أن يحيى بن سعيد أحفظ من سعيد بن عُبيد، وأرفع منه شأنًا في طريق العلم وأسبابه، فلو لم يكن إلا خلاف يحيى إياه حين اجتمعا في الرواية عن بُشير بن يسار لكان الأمر واضحًا في أن أولاهما بالحفظ يحيى بن سعيد ورافع لما خالفه". التمييز (ص: ١٩١ - ١٩٤).
وقد أعلّها الإمام أحمد أيضًا فيما حكاه الأثرم عنه أنه قال: "الصحيح عن بُشير بن يسار ما رواه عنه يحيى بن سعيد"، ذكره ابن عبد البر وقال مقررًا له: "هذه رواية أهل العراق عن بُشير بن يسار، ورواية أهل المدينة عنه أثبت -إن شاء الله- وهم به أقعد، ونقلهم أصح عند أهل العلم". التمهيد (٢٣/ ٢٠٩).
هكذا أعلّوا رواية سعيد بن عبيد لمخالفته من هو أحفظ منه وهو يحيى بن سعيد، لكن رواية سعيد بن عبيد أخرجها البخاري في صحيحه كما تقدم، وهو ثقة مثل يحيى بن سعيد، روى له الشيخان في صحيحيهما فيقال: حفظ أحدهم ما لم يحفظ الآخر، فيحمل على أنه طلب البينة أولًا فلم تكن لهم بينة، فعرض عليهم الأيمان فامتنعوا، فعرض عليهم تحليف المدّعى عليهم فأبوا. ذكره ابن حجر ثم قال: "قد وجدنا لطلب البينة في هذه القصة شاهدًا من وجه آخر أخرجه النسائي من طريق عبد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده أن ابن محيّصة الأصغر أصبح قتيلًا على أبواب خيبر فقال رسول الله : "أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليك برمته"، ثم قال: "وهذا السند صحيح حسن، وهو نص في الحمل الذي ذكرته فتعيّن المصير إليه". ثم ذكر شاهدًا آخر من حديث رافع بن خديج قال: "أصبح رجل من الأنصار بخيبر =

<<  <  ج: ص:  >  >>