وقد أعلّها الإمام أحمد أيضًا فيما حكاه الأثرم عنه أنه قال: "الصحيح عن بُشير بن يسار ما رواه عنه يحيى بن سعيد"، ذكره ابن عبد البر وقال مقررًا له: "هذه رواية أهل العراق عن بُشير بن يسار، ورواية أهل المدينة عنه أثبت -إن شاء الله- وهم به أقعد، ونقلهم أصح عند أهل العلم". التمهيد (٢٣/ ٢٠٩). هكذا أعلّوا رواية سعيد بن عبيد لمخالفته من هو أحفظ منه وهو يحيى بن سعيد، لكن رواية سعيد بن عبيد أخرجها البخاري في صحيحه كما تقدم، وهو ثقة مثل يحيى بن سعيد، روى له الشيخان في صحيحيهما فيقال: حفظ أحدهم ما لم يحفظ الآخر، فيحمل على أنه طلب البينة أولًا فلم تكن لهم بينة، فعرض عليهم الأيمان فامتنعوا، فعرض عليهم تحليف المدّعى عليهم فأبوا. ذكره ابن حجر ثم قال: "قد وجدنا لطلب البينة في هذه القصة شاهدًا من وجه آخر أخرجه النسائي من طريق عبد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده أن ابن محيّصة الأصغر أصبح قتيلًا على أبواب خيبر فقال رسول الله ﷺ: "أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليك برمته"، ثم قال: "وهذا السند صحيح حسن، وهو نص في الحمل الذي ذكرته فتعيّن المصير إليه". ثم ذكر شاهدًا آخر من حديث رافع بن خديج قال: "أصبح رجل من الأنصار بخيبر =