للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥ / وعن ربيعة، عن محمَّد بن علي نحوه، ذكر الحسن والحسين لا غير (١).

وهذا معدودٌ بحديثين لاختلاف السند، وهو محمولٌ على الرفع من جهة العلم به.

وقد رُوي عن محمّد بن عليّ، عن جدّ أبيه عليّ بن أبي طالب أن النَّبيّ أمر فاطمة بذلك، خرّجه الترمذي (٢).

وهذا مقطوعٌ؛ لأنَّ محمدًا لم يُدركْ جدَّ أبيه (٣).


(١) الموطأ كتاب: العقيقة، باب: ما جاء في العقيقة (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠) (رقم: ١، ٢).
وأخرجه أبو داود في المراسيل (ص: ٢٧٩) (رقم: ٣٨٠) من طريق القعنبي، عن مالك عن جعفر به.
(٢) أخرجه في السنن، كتاب: الأضاحي، باب: العقيقة بشاة (٤/ ٨٤) (رقم: ١٥١٩).
وكذا ابن أبي شيبة في المصنف (٨/ ٢٣٥) من طريق ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمد بن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب قال: عقّ رسول الله عن الحسن بشاة وقال: "يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضّة".
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وإسناده ليس بمتصل، وأبو جعفر محمَّد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب".
(٣) وهكذا قال أبو زرعة الرازي فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: ١٨٦)، والعلائي في جامع التحصيل (ص: ٢٦٦)، ووصله الحاكم في المستدرك (٤/ ٢٣٧) فرواه من طريق يعلى بن عُبيد عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه، وسكت عليه هو والذهبي، وقال البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٣٠٤): "ولا أدري محفوظٌ هو أم لا".
قلت: وإن كان محفوظًا فإن فيه علة أخرى، وهي عنعنة ابن إسحاق في جميع الروايات، وهو مدلس، وعليه فالإسناد ضعيف لكن الحديث حسن بشواهده التي ستأتي، ولعلّ تحسين الترمذي إيّاه مع حكمه عليه بالانقطاع مبني على تلك الشواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>