للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين (١)، والزهري يومئذ ابن بضعة عشر عامًا؛ لأنَّه وُلد مقتل الحسين بن علي سنة إحدى وستين" (٢).


= ثمَّ ذكر ما يتهيّأ به لقاء الزهري مع عبد الله بن صفوان، لكن استبعده ابن حجر، لاتّحاد المخرج ثمَّ ذكر هو وجهًا آخر فقال: "ويحتمل أن يكون شبابة قلبه، ويكون. . . بأبيه جدّه، وتسمية الجد أبًا سائغ، فتوافق رواية أبي عاصم، قال: ولولا هذا الاختلاف لكان هذا الحديث على شرط الصحيح، فإن مسلمًا أخرج لصفوان بن عبد الله". (يعني غير هذا الحديث كما سيأتي).
قلت: الذي يظهر أن هذا الاحتمال بعيد أيضًا لمخالفة شبابة الجميع كما حكاه الحافظ عن الدارقطني، فالمحفوظ عن مالك ما رواه أصحاب الموطأ كما تقدم.
انظر: شرح مشكل الآثار (٦/ ١٥٨)، وموافقة الخبر الخبر (١/ ٤٩٧، ٤٩٨).
(١) انظر: تاريخ خليفة بن خياط (ص: ٢١٤، ٢١٥، ٢٦٩، ٢٧٠)، والمعرفة ليعقوب الفسوي (١/ ٥٥٣)، والتاريخ الكبير (٥/ ١١٨)، وثقات ابن حبَّان (٥/ ٣٣).
(٢) كون الحسين بن علي - رضي الله عنه - قتل سنة إحدى وستين هو قول الجمهور كما قال ابن حجر في الإصابة (٢/ ٢٥٣)، لكن كون الزهري وُلد في هذه السنة لم أجده عند غير الطحاوي، فإن للمؤرخين في سنة ولادته أقوالًا، وليس هذا منها:
١ - إنه ولد في سنة خمسين للهجرة، وبه قال دُحيم، وأحمد بن صالح المصري.
٢ - إنه ولد سنة إحدى وخمسين، وبه قال خليفة بن خياط.
٣ - إنه ولد سنة ست وخمسين، وبه قال يحيى بن بكير.
٤ - إنه ولد سنة ثمان وخمسين، نقله ابن سعد، وذكره ابن الجوزي والذهبي، وابن كثير، ونسبوه إلى الواقدي، والراجح منها - والله أعلم - أنَّه ولد سنة إحدى وخمسين كما قال خليفة؛ لأنَّ الراجح في سنة وفاته هي أربع وعشرون ومائة، والجمهور على أنَّه توفي وله اثنتان وسبعون سنة فلو طرحنا عمره من سنة وفاته لتبيَّن لنا أن سنة إحدى وخمسين هي سنة ولادته، وعلى هذا فلقاءه مع عبد الله بن صفوان محتمل جدًّا إلَّا أن الراجح عن مالك ما رواه أصحاب الموطأ، وأن الحديث من مرسل صفوان، والله أعلم.
انظر: تاريخ خليفة بن خياط (ص: ٢١٨)، وطبقات ابن سعد - القسم المتمم - (ص: ١٨٥)، تاريخ مولد العلماء ووفياتهم (١/ ١٥٠)، وتاريخ دمشق (٥٥/ ٣٠٦)، وصفة الصفوة (٢/ ١٣٩)، والبداية والنهاية (٩/ ٣٥٥)، والسير (٥/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>