قال ابن عبد البر: "هو مسند متصل صحيح من غير حديث مالك من حديث الزهري وغيره، وروي من وجوه كثيرة عن النبي ﷺ كلها ثابتة". التمهيد (٦/ ٢٥٤). (١) رواه موسى بن محمد القرشي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن رجل من الأنصار: "أن رسول الله ﷺ … "، ذكره ابن عبد البر وقال: "هذا لم يُتابع عليه، موسى بن محمد هذا متروك". التمهيد (٦/ ٢٥٤). قلت: موسى بن محمد هذا أجمع الأئمة على تضعيفه، قال ابن معين: "ضعيف الحديث"، وقال البخاري: "حديثه مناكير"، وقال أبو زرعة: "منكر الحديث"، وهكذا قال عنه الحافظ، وقول ابن عبد البر هو أشدُّ ما قيل فيه. انظر: تاريخ ابن معين - رواية الدرري - (٢/ ٥٩٦)، والتاريخ الكبير (٧/ ٢٩٥)، والضعفاء لأبي زرعة (٢/ ٣٩٣)، والتقريب (رقم: ٧٠٠٦). وتابع مالكًا عليه الأوزاعي عند الحارث بن أبي أسامة كما في زوائده بغية الباحث (١/ ٣٧٢) (رقم: ٢٧٤)، لكن الراوي عنه محمد بن مصعب القرفساني وقد قال فيه صالح بن محمد البغدادي كما في تاريخ بغداد (٣/ ٢٧٩): "ضعيف في الأوزاعي". وقال الخطيب فيه: "كان يكثر الغلط لتحديثه من حفظه، ويُذكر عنه الخير والصلاح". تاريخ بغداد (٣/ ٢٧٧). وقد تابعه عليه بأثر بن بكر عند البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٤٨)، لكن هذه المتابعة لا ترفع من شأن الرواية الموصولة: إذ إنَّ بشرًا ينفرد عن الأوزاعي بأشياء، على أن الأوزاعي وإن كان ثقة ثبتًا إلَّا أن في روايته عن الزهري خاصة شيئًا، وقد خالفه من هو أوثق منه، وبذلك تترجّح رواية الإرسال. (٢) رواه سفيان بن حسين، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن النبي ﷺ، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ٣٦١)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٤) من طريق سعيد بن يحيى الحصري، عن سفيان به. وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري باتفاق، فالصواب عن أبي أمامة مرسل. قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن حديث رواه أبو سفيان الحميري - وهو سعيد بن يحيى - عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه: أن النبي ﷺ صلى على قبر؟ فقال: هذا خطأ، والصحيح حديث يونس بن يزيد وجماعة عن الزهري، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ بلا أبيه". علل الحديث (١/ ٣٦٧).