للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الدارقطني - وذكر الخلاف فيه -: "القول قول من قال: عن الزهري عن أبي أمامة حدّثني بعض أصحاب النَّبِيّ غير مسمّى وهكذا رواه عقيل بن خالد عنه، وهو قول ابن وهب وجماعة عن يونسى بن يزيد عن الزهري" (١).

وحديث الموطأ مرسل عند الجمهور، لأنَّ أبا أمامةَ معدودٌ عندهم في التابعين، وإن كان قد ولد في حياة النَّبِيّ ، وهو الذي سمّاه باسم جدّه، لكن توفي النَّبيّ وأبو أمامة صغير فلم يَعِ عنه، ولا حُفظ له سماع منه (٢).

وألحقه الدارقطني بالصحابة وقال: "أدرك النَّبِيّ ، وأخرجه الناس"، يريد أن أصحاب المساند أخرجوا حديثه في المسندات (٣).


(١) لم أقف عليه.
(٢) صرَّح ابن سعد وابن عبد البر وابن الأثير والذهبي وغيرهم بأنه من كبار التابعين، كما صرّح ابن أبي حاتم والعلائي بعدم صحبته، وأنه لم يسمع من النَّبيّ شيئًا.
وقال ابن عساكر: "وُلد في عهد رسول الله وهو سمّاه، وحدَّث عنه مرسلًا". تاريخ دمشق (٨/ ٣٢٥).
وقال ابن كثير: "روى عن النَّبِيّ أحاديث في الحقيقة مرسلة لكن عن أبيه، وكان صحابيًّا جليلًا من كبار الصحابة". جامع المسانيد (١/ ٢٩٧).
وذكره الحافظ في القسم الثاني من كتابه الإصابة، وقال: "إنَّ حديثه وحديث أمثاله عن النَّبِيّ من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث".
انظر: الطبقات الكبرى (٥/ ٦١)، وثقات ابن حبان (٣/ ٢٠)، والاستيعاب (١/ ١٥٧)، والمراسيل (ص: ١٤٤)، والعلل (٢/ ٣٢٣)، كلاهما لابن أبي حاتم، وجامع التحصيل (ص: ١٤٤)، وذكر من اشتهر بكنيته للذهبي (ص: ٣٢٧ - ضمن الرسائل الست له)، وتهذيب الكمال (٢/ ٥٢٥)، والإصابة (١/ ٥، ١٥٨)، وتهذيب التهذيب (١/ ٢٣١).
(٣) سؤالات السلمي للدارقطني (ص: ١٢٠) (رقم: ٤٥).
وقد أخرجه الروياني في مسنده (٢/ ٢٩٤) (رقم: ١٢٣٨) من طريق بشر بن عمر عن مالك به.

<<  <  ج: ص:  >  >>