ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في تاريخه (٣/ ٣٦٩ - ٣٧١)، والبيهقي والسنن الكبري (٩/ ١٩٤)، وذكره أيضًا ابن كثير في البداية والنهاية (٥/ ٦٨ - ٦٩). وورد ذكر الديات عند النسائي في السنن (٨/ ٤٢٨ - ٤٢٩) (رقم: ٤٨٦٨): "أن رسول الله ﷺ كتب إلى أهل اليمن كتابًا فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم، فقرئت على أهل اليمن هذه نسختها: من محمد النَّبيّ ﷺ إلى شرحبيل بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والحارث بن عبد كلال … "، وفيه: "أن في النفس الدية مائة من الإبل، وفي الأنف .. "، فذكر الفصول العشرة وغيرها. وقد نصَّ على شهرة الكتاب غير واحد من أهل العلم، بل إن منهم من صحَّحه لأجل تلك الشهرة. قال ابن عبد البر: "لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد، وقد رُوي مسندًا من وجه صالح، وهو كتاب مشهور عند أهل السير، معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة تستغني بشهرتها عن الإسناد؛ لأنَّه أشبه التواتر في مجيئه، لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة .. "، إلى أن قال: "وكتاب عمرو بن حزم معروف عند العلماء، وما فيه فمتفق عليه إلَّا قليلًا". التمهيد (١٧/ ٣٣٨ - ٣٣٩). وقال النووي في ترجمة عمرو بن حزم: "استعمله رسول الله ﷺ على نجران باليمن، وهو ابن سبع عشرة سنة، وبعث معه كتابًا فيه الفرائض والسنن والصدقات والجروح والديات، وكتابه هذا مشهور في كتب السنن، رواه أبو داود والنسائي وغيرهما مفرّقًا، وأكملهم له رواية النسائي في الديات". تهذيب الأسماء (٢/ ٢٦). (١) روي النسائي في السنن كتاب: القسامة، باب: ذكر حديث عمرو بن حزم والعقول واختلاف الناقلين له (٨/ ٤٣٠) (رقم: ٤٨٧١) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري قال: "جاءوني أبو بكر بن حزم بكتاب في رُقعة من أدم عن رسول الله ﷺ: "هذا بيان من الله ورسوله … "، فذكره. أما رواية الزهري عنه فهي عند أبي داود والنسائي وغيرهما كما سيأتي، وقد رواه عنه أيضًا ابنه =