وقال في التهذيب: "أما سليمان بن داود الخولاني فلا ريب في أنَّه صدوق، لكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أن الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان، فقال: سليمان بن داود، وإنَّما هو سليمان بن أرقم، فمن أخذ بهذا ضعف الحديث ولا سيما مع قول من قال: إِنَّهُ قرأ كذلك في أصل يحيى بن حمزة - فذكرهم ثم قال -: وأما من صححه فأخذوه على ظاهره في أنه سليمان بن داود، وقوي عندهم أيضًا بالمرسل الذي رواه معمر عن الزهري، والله أعلم. التلخيص الحبير (٤/ ٢٢)، والتهذيب (٤/ ١٦٦). فالحاصل إنَّ الحديث من طريق سليمان بن ارقم منكر، تفرَّد به عن الزهري، وهو ضعيف، وخالفه يونس ومعمر وشعيب بن أبي حمزة، فرووه عن الزهري مرسلًا، وهؤلاء من ثقات أصحاب الزهري، بل إنَّ شعيبًا من أثبت الناس فيه، فالقول قولهم، ولذا حكم أبو داود بعدم صحة المسند فقال في المراسيل كما سيأتي: "أُسند هذا ولا يصح"، كما أن النسائي أورد رواية يونس معلِّلًا بها رواية سليمان الموصولة. (١) انظر: المراسيل (ص: ٢١١ - ٢١٣) (رقم: ٢٥٧)، وأخرجه من هذا الوجه أيضًا النسائي في السنن (٨/ ٤٢٩ - ٤٣٠) (رقم: ٤٨٧٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٨٠، ٩٧، ٨١) من طرق عن عبد الله بن وهب، عن يونس به. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما بعض فقرات الحديث من طريق معمر عن الزهري به مرسلًا. انظر: مصنف عبد الرزاق (٩/ ٢٩١، ٣٣١، ٣٣٨، ٣٨٠)، ومصنف ابن أبي شيبة (٩/ ١٤٥، ١٧٦، ٢١٠، ٢١٤، ٢١٥).