للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: كأن يعرف بذي الشِّمالين، وكأن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول له ذو اليدين، وقيل له ذو الشمالين اختصارًا، كما يقال للشمس والقمر: القمران، وسبب ذلك أنه كان يعمل بكلتي يديه (١)، والعمل بالشمال مكروه، فقصد بالذكر ليدلَّ على الكراهة.

ووجه قول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ذو اليدين على قول من زعم أن الشمالين هو المخاطب أن ذلك على طريق التأدّب.

قالت عائشة رضي الله عنها عنه: "كان إذا سمع الاسم القبيح غيَّره" (٢).

ويقل له ذو اليمينين؛ لأنَّهما صفة مدح اختص بها الله سبحانه وتعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -: "كلتا يديه يمين" (٣).

وهذا الحديث أسنده عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان، عن أبي هريرة وقال فيه: "فقال ذو الشمالين بن


(١) انظر: الألقاب للجياني (ص: ١٥٦ - ١٥٧)، والأنساب للسمعاني (٣/ ١٥).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (ص: ١٥٣) (رقم: ٣٥٠) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنَّها قالت: "كأن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع اسمًا قبيحًا غيره"، وفيه تغيير اسم القرية.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٥): "رجاله رجال الصحيح".
قلت: فيه شريك النخعي، وهو ضعيف من قبل حفظه، لكنه توبع.
رواه الترمذي في السنن كتاب: الأدب، باب: ما جاء في تغيير الأسماء (٥/ ١٢٤) (رقم: ٢٨٣٩) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن هشام به.
ورجال الإسناد ثقات إلَّا أن عمر بن علي المقدِّمي يدلِّس تدليسًا سيِّئًا، لكنه توبع، تابعه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عند ابن عدي في الكامل (٦/ ٢٢٠٢).
فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح إن شاء الله، وقد ذكره الألباني والصحيحة (رقم: ٢٠٧).
(٣) هذا جزء من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: الإمارة، باب: فضيلة الإمام العادل (١٤٥٨/ ٣) (رقم: ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>