للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد عمرو -وكان حليفًا لبني زهرة-، وقال الزهري في آخره: "كان ذلك قبل بدر، ثم استحكمت الأمور بعد، ونُسخ الكلام في الصلاة" (١).

وهذا القول بيَّنه الزهري في روايته في هذا الحديث أنّ المتكلِّم كان ذا الشمالين حليف بني زهرة، وذو الشمالين هذا هو عمير بن عبد عمرو، رجل مشهور قُتل ببدر (٢)، ولهذا زعم الزهري أنّ هذه القصة كانت قبل بدر، وقد خولف في قوله هذا وروايته (٣).


(١) هو في المصنف (٢/ ٢٩٦ - ٢٩٧) (رقم: ٣٤٤١)، ومن طريقه أخرجه النسائي والسنن كتاب: السهو، باب: ما يفعل من سلَّم من ركعتين ناسيًا وتكلَّم (٣/ ٢٨) (رقم: ١٢٢٩)، وأحمد في المسند (٢/ ٢٧١)، ابن خزيمة وفي صحيحه (٢/ ١٢٦) (رقم: ١٠٤٦)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) (٦/ ٤٠٢) (رقم: ٢٦٨٥)، والبيهقي في السنن الكبري (٢/ ٣٤١) دون قول الزهري.
(٢) ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استُشهد من المسلمين بدر، وهو قول جميع أهل السير كما قاله العلائي. انظر: المغازي والسير لموسى بن عقبة (ص: ١٤٤)، والسيرة النبوية لابن هشام (١/ ٧٠٧)، والاستيعاب (٣/ ٢٢٨)، والدرر (ص: ١٠٩)، والألقاب للجياني (ص: ١٥٦ - ١٥٧)، وأسد الغابة (٢/ ٢١٧)، وتهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٨٦)، ونظم الفرائد لما تضمَّنه حديث ذي اليدين من الفوائد (ص: ٦٥)، والإصابة (٣/ ٢١٧).
(٣) روى أصحاب أبو هريرة الحفاظ كابن سيرين وأبي سفيان وغيرهما عنه ما يدلُّ على مشاهدة أبي هريرة لتلك الصلاة وحضوره مع النَّبي - صلى الله عليه وسلم - مما يقتضي وقع القصة بعد بدر، وأنَّ المتكلّم فيها ذو اليدين دون ذي الشمالين، وبناء على تلال الروايات قال ابن عبد البر: "لا أعلم أحدًا من أهل العلم والحديث المصنفين فيه عوَّل على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين؛ لاضطرابه فيه وأنه لم يتمَّ له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إمامًا عظيمًا في هذا الشأن، فالغلط لا يسلم منه أحد، والكمال ليس لمخلوق، وكلُّ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلَّا النَّبي - صلى الله عليه وسلم -".
وقال في الاستيعاب: "وقد كان الزهري مع علمه بالمغازي يقول: إِنَّهُ ذو الشمالين المقتول بدر، وإن قصة ذي اليدين في الصلاة كانت قبل بدر، ثم أُحكمت الأمور بعد، وذلك وهم منه عند أكثر العلماء". انظر: التمهيد (١/ ٣٦٦)، والاستيعاب (٣/ ٢٣٧ - ٢٣٨).
وقال العلائي: "جمهور العلماء على أن ذا اليدين المذكور في حديث السهو هذا من رواية أبي هريرة غير ذي الشمالين، وهذا هو الصحيح الراجح إن شاء الله، والحجة لذلك: ما ثبت من طرق =

<<  <  ج: ص:  >  >>