للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصح أن ذا الشمالين - حليف بني زهرة - لا مدخل له في هذه القصة ولا أدركها: لأنَّه المقتول ببدر (١)، ووقعت هذه القصة بعد إسلام أبي هريرة وبحضرته، وكان إسلامه عام خيبر بعد بدر بأعوام (٢)، والمتكلّم في هذا إنَّما هو الخرباق - رجل من بين سُليم - كان يُعرف بذي اليدين لطول كان في يديه (٣)، جاء هكذا مفسَّرًا في حديث ابن سيرين عن أبي هريرة (٤).


= كثيرة أن أبا هريرة رضي الله عنه كان حاضرًا هذه القصة يومئذ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... "، ثم ذكر تلك الروايات، وسيأتي بعضها عند المؤلف. انظر: نظم الفرائد (ص: ٦١)، وكذا تنوير الحوالك (١/ ٨٩).
(١) تقدّم من قال ذلك من أهل السير.
(٢) انظر: الطبقات الكبرى (٤/ ٢٤٢)، والاستيعاب (١٢/ ١٧٣)، وأسد الغابة (٦/ ٣١٤)، ونظم الفرائد للعلائي (ص: ٤١، ٦٤)، والإصابة (١٢/ ٧٠).
(٣) انظر: الاستيعاب (٣/ ٢١٢، ٢٣٦)، والألقاب للجياني (ص: ١٥٦)، والإصابة (٣/ ٨٧، ٢٢٢).
(٤) الذي ورد في حديث ابن سيرين عن أبي هريرة هو وقوع القصة بعد إسلام أبي هريرة وبحضرته لقوله: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وأما كون المتكلِّم الخرباق فهو في حديث عمران بن الحصين كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ٢١٣)، وحديث ابن سيرين عن أبي هريرة، أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الصلاة، باب: تشبيك الأصابع في المسجد وغيره (١/ ١٧١) رقم: ٤٨٢)، ومسلم في صحيحه كتاب: المساجد، باب: السهو في الصلاة والسجود له (١/ ٤٠٣) (رقم: ٩٧، ٩٨)، وأبو داود في السنن كتاب: الصلاة، باب: السهو في السجدتين (١/ ٦١٢ - ٦١٣) رقم: ١٠٠٨).
وروى مسلم أيضًا (١/ ٤٠٤) (رقم: ١٠٠) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: "بينا أنا أصلي مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر، سلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الركعتين فقام رجل من بني سليم"، واقتص الحديث.
قال ابن عبد البر: "وحضور أبي هريرة يوم ذي اليدين محفوظ من رواية الحفاظ الثقات، وليس تقصير من قصَّر عن ذلك بحجة على من علم ذلك وحفظه". التمهيد (١/ ٣٥٦).
وأورد العلائي طرق الحديث المتعدِّدة ثم قال: "فهذه طرق صحيحة ثابتة يفيد مجموعها العلم النظري أن أبا هريرة رضي الله عنه كان حاضرًا القصة يومئذ". نظم الفرائد (ص: ٦١ - ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>