قلت: وأخرجه من هذا الطريق أيضا البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٣١٠). وأما إعلال رواية الأعمش من الطريق الأول برواية عبيد الله بن سعيد عنه فيه نظر من وجهين: الأول: عبيد الله قائد الأعمش ضعيف في الأعمش وغيره. قال البخاري: "في حديثه نظر". الضعفاء للعقيلي (٣/ ١٢١). وقال أبو داود: "عنده أحاديث موضوعة". تهذيب الكمال (١٩٤٩). وقال العقيلي: "في حديثه عن الأعمش وهم كثير". الضعفاء (٣/ ١٢١). وقال ابن حبان: "كثير الخطأ فاحش الوهم، ينفرد عن الأعمش وغيره. مما لا يتابع عليه". تهذيب التهذيب (٧/ ١٥)، ولم أجده في المجروحين. وقال ابن ححر: "ضعيف". التقريب (رقم: ٤٢٩٥). وانظر: تهذيب الكمال (١٩/ ٤٩)، تهذيب التهذيب (٧/ ١٥). الثاني: مخالفة عبيد الله بن سعيد للثقات من أصحاب الأعمش، وفيهم أبو معاوية والثوري وهما أوثق أصحابه، وهذا مما يوهّن روايته، ولا يعتد بمخالفته، والله أعلم. وقال الدارقطني -وقد سئل عن هذا الحديث-: "يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه أبو معاوية، وجرير، وأبو بكر بن عياش، وحفص بن غياث، وسليمان بن قرم، ويعلى بن عبيد، والثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. . وقال أبو مسلم قائد الأعمش: عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. وقال أبو سمير حكيم بن خذام: عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أبي هريرة، ولا يصح عن أبي ظبيان. والصحيح حديث أبي صالح عن أبي هريرة". العلل (١٠/ ٢٠١). (١) أخرجه أحمد في المسند (٦/ ١٢) والبزار في المسند (٤/ ٢١١) (رقم: ١٣٧٦) والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ٩٢) والطبراني في المعجم الكبير (١/ ٣٦٠)، وابن نصر في قيام رمضان (ص: ٢٥٦ - مختصر المقريزي-) من طرق عن عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن الصنابحي به. =