للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


= وقال هُشيم: "سمعت من أبي الزبير، فأخذ شعبة كتابي فمزّقه". انظر: الجرح والتعديل (٨/ ٧٥)، الكامل (٦/ ١٢٢).
وقال ورقاء: قلت لشعبة: "ما لك تركتَ حديث ابن (كذا) الزبير؟ قال: رأيته يزن ويسترجح في الميزان". وبمثله عن قراد.
وقال هشام بن عبد الملك: "سأل رجل معتمرا وأنا عنده فقال له: لِمَ لَمْ تحمل عن أبي الزبير؟ فقال: حذّرني شعبة، فقال لي: لا تحمل فإني رأيته يسيء صلاته، ليت أني لم أكن رأيت شعبة". وقال عبد الرحمن: قال لي شعبة: "لعلك ممن تروي عن ابن (كذا) الزبير، لقد سمعت منه مائة حديث ما حدّثت منها بحرف".
وقال أبو داود الطيالسي: قال شعبة: "لم يكن في الدنيا شيء أحب إلي من رجل يقدم من مكة فأسأله عن أبي الزبير، فقدمتُ مكة فسمعت عن أبي الزبير، فبينا أنا جالس عنده ذات يوم إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة، فردّ عليه فافترى عليه، فقلت له: يا أبا الزبير تفتري على رجل مسلم؟ قال: إنه أغضبني، قلت: من يُغضبك تفتري عليه؟! لا رَوَيتُ عنك حديثًا أبدًا، قال: وكان يقول: في صدري أربعمائة لابن الزبير (كذا) عن جابر، والله لا أحدّث عنك حديثا أبدًا". انظر: الضعفاء للعقيلي (٤/ ١٣٠ - ١٣٢)، الكامل (٦/ ١٢٢).
وهذا الذي قاله شعبة في أبي الزبير لا يقدح في حديثه، قال ابن عدي: "وقد حدّث عنه شعبة أيضًا أحاديث إفرادات كل حديث ينفرد به رجل عن شعبة … وكفى بأبي الزبير صدقا أن حدّث عنه مالك، فإنَّ مالكًا لا يروي إلا عن ثقة، ولا أعلم أحدًا من الثقات تخلف عن أبي الزبير إلَّا كتب عنه، وهو في نفسه ثقة، إلَّا أن يروي عن بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف، ولا يكون من قبله، وأبو الزبير يروي أحاديث صالحة ولم يتخلّف عنه أحد، وهو صدوق وثقة لا بأس به". الكامل (٦/ ١٢٦).
وقال ابن حبان: "لم يُنصف من قدح فيه؛ لأنَّ من استرجح في الوزن لنفسه لم يستحق الترك لأجله". الثقات (٥/ ٣٥٢).
وتقدّم ما نقله المصنف عن النسائي، والراجح في أمره ما ذكره الحافظ: "صدوق إلَّا أنَّه يدلس".
وانظر: تهذيب الكمال (٢٦/ ٤٠٢)، تهذيب التهذيب (٩/ ٣٩٠)، التقريب (رقم: ٦٢٩١).
(١) بسكون العين، وتُفتح، وهو ألم الحمى. انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٢٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>