للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون الجبال التي تَطلع على وادِي الثنيةِ عَرَضَ له المشركون فَرَدُّوا وجوهَ بُدْنه، فنَحَرَ رسول الله حيث حَبَسوه وهي الحديبية، وحَلَقَ وتَأَسَّى به نَاسٌ فحَلَقوا وتَرَبَّصَ آخَرون وقالوا: لعلنا نطوف بالبيت. فقال رسول الله : "رَحِم الله المحَلقين. قيل: والمُقَصِّرين؟ قال: رَحِم الله المحلقين"، ثلاثًا. خَرَّجه ابن أبي شيبة (١).

وروى مجاهد، عن ابنِ عباس: أنَّ النبيّ قال يوم الحديبية: "يَرحم الله المحلقين"، فذَكَر الحديث، وزاد في آخِرِه: "قالوا: يا رسول الله ما بال المُحَلِّقين ظاهرتَ لهم الترحم؟ قال: إنهم لَم يَشكُّوا". خَرَّجه ابن أبي شيبة، والطحاوي (٢).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٣٨٩) (رقم: ٣٦٨٥٨) قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، قال: أخبرني أبو مرة مولى أم هانئ، فذكره.
وهذا سند ضعيف جدًّا، موسى بن عبيدة الربذي ضعيف جدًّا، وقد تقدّم في (ص: ٢١١).
وأبو مرة هو يزيد المدني مشهور بكنيته وهو ثقة. التقريب (رقم: ٧٧٩٨).
تنبيه: قال الحافظ ابن حجر: "ولم أقف على تعيين الحديبية في شيء من الطرق عنه (أي ابن عمر) وقد قدمت في صدر الباب أنه مخرّج من مجموع الأحاديث عنه أنَّ ذلك كان في حجة الوداع كما يوميء إليه صنيع البخاري". الفتح (٣/ ٦٥٨).
قلت: فلعل الحافظ أراد أنّه لم يقف على تعيين الحديبية في شيء من الطرق الثابتة عن ابن عمر، الله أعلم.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ٢٢٠) (رقم: ١٣٦١٨)، وفي (٧/ ٣٩٠) (رقم: ٣٦٨٦١)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ٢٥٥)، وفي شرح مشكل الآثار (٣/ ٣٩٠، ٣٩١) (رقم: ١٣٦٤، ١٣٦٥)، وابن ماجه في السنن كتاب: المناسك، باب: الحلق (٢/ ١٠١٢) (رقم: ٣٠٤٥)، وأحمد في المسند (١/ ٣٥٣)، وأبو يعلى في المسند (٣/ ١٥٧) (رقم: ٢٧١٠)، والطبراني في المعجم الكبير (١١/ ٩٣) (رقم: ١١١٥٠) من طرق عن محمَّد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد به.
وسنده حسن، فيه محمَّد بن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث عند أحمد وابن ماجه والطحاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>