وأحسن المؤلف إذ لم يجزم بكون عبد الله بن زيد جدَّه لأمِّه، وجزم بذلك المزي في تهذيب الكمال (٢٢/ ٢٩٦) فقال: "ابن بنت عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري". وقال ابن سعد: "وأمه أم النعمان بنت أبي حنّة بن غزيّة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول". الطبقات (ص: ٢٩٢). وقال ابن حبان: "وأم عمرو بن يحيى أم النعمان بنت أبي حبّة بن عابد بن عمرو بن قيس". الثقات (٧/ ٢١٥). وأبو حبّة وأبو حنّة بالباء وبالنون، وانظر اختلاف أصحاب المغازي في المؤتلف والمختلف للدارقطني (٢/ ٥٨١ - ٥٨٣)، توضيح المشتبه (٣/ ٧٧ - ٨٦). وقال ابن حجر: "وقول المصنف (أي المزي) إنَّه ابن بنت عبد الله بن زيد وهم تبع فيه صاحب الكمال، وسببه ما في رواية مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه أنَّ رجلًا سأل عبد الله بن زيد وهو جدّ عمرو بن يحيى، فظنوا أنَّ الضمير يعود علي عبد الله، وليس كذلك بل إنما يعود علي الرجل، وهو عمرو بن أبي حسن عم يحيى، وقيل جدّ عمرو بن يحيى تحوّزًا؛ لأنَّ العمَّ صِنوُ أبيه، وأما عمرو بن يحيى فأمّه فيما ذكر محمد بن سعد في الطبقات حميدة بنت محمد بن إياس بن البكير، وقال غيره: أم النعمان بنت أبي حيّة (كذا والصواب: حبّة) فالله أعلم". تهذيب التهذيب (٨/ ١٠٥)، ومثله في الفتح (١/ ٣٤٨). قلت: وعلي كلام الحافظ تنبيهان: الأول: تأويل الحافظ بأنَّ الضمير يعود علي الرجل لا علي عبد الله بن زيد يتّجه علي رواية البخاري في صحيحه، وفيه: "أنَّ رجلًا سأل". وأما الرواية في الموطأ فالسائل يحيى والد عمرو، ووقع في المدوّنة كما سيأتي أنَّ السائل أبو حسن جد يحيى، وعليه لا يتّجه تأويل الحافظ ابن حجر، والصواب في هذه الرواية أن الضمير يعود علي عبد الله بن زيد وأن مالكا كان يراه جدّه وعلي قول ابن سعد وأهل السير يكون واهما في ذلك، =