إذا ثبت ووجب ولهذا قيل لمرافق الدار حقوقها: أي حقًا إيقاعه وإن كان غير واجب عليه تعالى.
السابع: إخباره عن محل هذا الوعد وأنَّه في أفضل كتبه المنزلة من السماء: وهي التوراة، والإنجيل، والقرآن.
الثامن: إعلامه لعباده بصيغة الاستفهام الإنكاري أنَّه لا أحدًا أوفى بعهده منه سبحانه.
التاسع: أنَّه أمرهم يبشروا بهذا العقد الثابت الذي لا يثبت فيه خيار ولا يعرض له ما يفسخه.
العاشر: أنَّه أخبرهم إخبارًا مؤكدًا أن ذلك هو الفوز العظيم والبيع هنا هو المبيع الذي أخذوه بهذا الثمن وهو الجنَّة. ودلت الآية على عظم خطر النَّفس الإنسانية فإن السلعة إذا خفي قدرها فانظر إلى المشتري من هو، وانظر إلى الثمن المبذول فيها ما هو، وانظر إلى من جرى على يده العقدة.
فالسلعة النَّفس، والمشتري البارئ جل شأنه، والثمن جنان النعيم، والسفير هو البشير النذير - صلى الله عليه وسلم - لقد عظم قدرك أيها المؤمن حيث اشتراك خالقك ومولاك، وجعل الجنَّة ثمنك، ومثواك فنعم المشتري الملك الجبار، ونعم الدلال والسفير المصطفى المختار، ونعم الثمن دار القرار.
قد رشحوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فإن قلت: لم أشترى الأنفس والأموال دون القلوب والأوصال فالواجب أن الآية نزلت في الحث على الجهاد، والجهاد يكون بالنفس والمال والنفس يراد بها هذا الهيكل جملة فالمراد بالنفس جملة البدن. فإن