للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم في الغزو (١)، وهم الأتراك فبقَوا دون السد.

وأخرج ابن جرير (٢) وابن مردويه من طريق السدّي من أثر قوي: الترك سَرية من سرايا يأجوج ومأجوج، خرجت فجاء ذو القَرنين فبني السد فبقوا خارجًا عنه، وسُئل على كرم الله وجهه عن الترك فقال: هم سيّارة ليس لهم أصل، هُم من يأجوج ومأجوج، خرجوا يغيرون على الناس، فجاء ذو القرنين فسد بينهم وبين قومَهم، فذهبوا سيّارة في الأرض. رواه ابن المنذر.

فائدة: قال العلامة في البهجة (٣): يأجوج ومأجوج علمان أعجميان. ولذلك مُنعا من الصّرف، ويجوز قراءتهما بالهمز (وتركه، وبلا) (٤) همز من يج وماج إذا اضطرب، وذلك مناسب لشأنهم وقد جاء أجوج من أجيج النار بمعني التهابها، أو الأج: وهو سرعة العدو، والإجاج: وهُو الملوحة.

[المقام الثاني: في حليتهم وكثرتهم]

أما حليتهم: فأخرج ابن أبي حاتم من طريق شُريح بن عبيد، عن كعب الأحبار قال: هم (على) (٥) ثلاثة أصناف: صنفٌ أجسادهم كالأرز بفتح الهمزة، وسكون الراء ثم زاي هو شجر كبير جدًا قال في النهاية: هو شجر الأرزن، وهو خشب معروف وقيل: شجر


(١) عزاه العجلوني في "كشف الخفاء" ١/ ٣٨ إلى ابن أبي حاتم.
(٢) "تاريخ الطبري" ١/ ١٢٤.
(٣) ص ٢١٠.
(٤) في (ب): (وتركه بلا).
(٥) ليست في (ب).