للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسفل أهل الجنَّةِ أجمعين درجة، من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم" (١).

وأخرج ابن أبي الدنيا (٢) أيضًا عن أبي هريرة قال: "إن أدْنى أهل الجنَّةِ منزلة، وليس فيهم دنيْ مَنْ يغدو، ويروح عليه خمسة عشر ألف خادم ليس منهم خادمٍ إلَّا ومعه طرفة ليس مع صاحبه" (٣).

وقد نبه غيرُ واحدٍ من العلماء في مثل هذه الأحاديث على تقدير لفظة "من" أي: إنَّ مِنْ أدنى أهل الجنَّةِ كيت، وكيت، وكذا أحب العمل إلى الله كذا، وأحب العمل إلى الله كذا أي: إن من أحب العمل إلى الله، وبهذا يزول أشكلة كثيرة في أبواب كثيرة من الحديث والله تعالى أعلم.

[فصل]

وأما نساؤهم، وسراريهم فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إلى قوله: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَةَرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥)} [البقرة: ٢٥].

والأزواج: جمع زوج، والمرأة: زوج الرجل، وهو زوجها، هذا الأفصح، وهي لغة قريش وبها نزل القرآن كقوله تعالى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: ٣٥]، ومِنَ العربِ مَنْ يقول: زوجة، وهو نادر، والمطهرة: التي طهرت من الحيض، والبول، والنفاس، والغائط، والمخاط، والبصاق، وكل قذر، وطهر لسانها من الفحش،


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص: ١٥٤ (٢١٠).
(٢) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص ١٥٤.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص: ١٥٤.