قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (٧٣)} [الزمر: ٧٣] وقال في صفة النَّار: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر: ٧١] بغير واوٍ فزعمت طائفةٌ أنَّ هذه الواو واو الثمانية دخلت في أبواب الجنَّة لكونها ثمانية بخلاف أبواب النَّار فإنَّها سبعة وذكره الإمام ناصر السنة ابن الجوزي في "التبصرة" وانتصر له.
قال في "التبصرة" عند قوله تعالى: {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} في هذه الواو ثلاثة أقوال:
أحدها: إنَّها زائدة، قاله الفراء في جماعة.
والثَّاني: إن الواو زيدت؛ لأنَّ أبواب الجنةِ ثمانية، وأبواب النَّار سبعة والعرب تعطف في العدد بالواو على ما فوق السبعة فيقولون: خمسة ستة سبعة وثمانية، ومثله قوله تعالى:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ}[التوبة: ١١٢] فلمَّا ذكر سبع خصال قال: {وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[التوبة: ١١٢] وكذلك: {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}[الكهف: ٢٢].
والثالث: إنَّها واو الحال فالمعنى جاءوها وقد فتحت أبوابها فدخلت الواو لبيان أنَّ الأبواب كانت مفتحة قبل مجيئهم وحذفت الواو من قصَّة أهل النَّارِ لبيان أنَّها كانت مغلقة قبل مجيئهم قال: ووجه الحكمة في ذلك من ثلاثة أوجه: أحدها: إنَّ أهْلَ الجنةِ لمَّا رأوا