للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في حساب المؤمِن ومَنْ يكلمه الله، ومن لا يكلمه

قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} [الزلزلة: ٧ - ٨] قال حبرُ القرآنِ ابن عباس رَضي اللهُ عَنْهُما في هذه الآية: ليس مؤمن، ولا كافر عمل خيرًا، ولَا شرًا في الدّنيا إلا أراه اللهُ إياه، فأما المؤمن فيريه حسناته وسيئاته فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته وأما الكافر فيريه حسناته وسيئاته فيرد عليه حسناته، ويعذبه بسيئاته.

وأخرج مسلم (١) عن أبي ذر رَضي اللهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يؤتى بالرَّجلِ يومَ القيامة فيقاَل: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، فيعرض عليه صغارها، ويخبأ عليه كبارها، فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا، وهو يقر ليس ينكر، وهو مشفق من الكبائر أن تجيء فيقال: أعطوه مكان كلّ سيئة عملها حسنة فيقول: إنَّ لي ذنوبًا لا أراها هنا" فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حَتَّى بدت نواجذه.

وفي الصحيحين (٢): "يدنو أحدكم من ربِّه حَتَّى يضع كنفه عليه، فيقول: عملتَ كذا وكذا فيقول: نعم. ثم يقول: "إنيّ سَتَرتهُا عليكَ في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه.


(١) مسلم (٣١٤).
(٢) البخاري (٤٦٨٥)، ومسلم (٢٧٦٨)، النسائي في الكبرى (١١٢٤٢).