للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

ورؤية المولى جلَّ وعلا ثابتة بالكتاب والسنة، وإجماع أهل الحق من الأمةِ وهي أشرف، وأعظم، وأجل، وأنعم، نعيم الجنَّة قدرًا، وأجلّه خطرًا، وأعلاه أمرًا فما أقرها لعيونِ أهلِ السنة والجماعة، وأشدها على أهل البدع والشناعة. فهي الغاية التي شمرَ إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، ورغب فيها الراغبون، وتتَّيم فيها العاشقون ولمثل ذلك فليعمل العاملون، ويجتهد المجتهدون، فإذا نال ذلك أهل الجنَّةِ نسوا ما هم فيه من النعيم، وتنعموا برؤية الرءوف الرحيم، واتفق جميع الأنبياء والمرسلين، والصحابة، والتابعين وأئمة الإسلام أجمعين على ثبوتها في دارِ القرارِ والنعيم والنوال، وأنكرها أهل البدع، والاعتزال، والكفر، والضلال منهم: الجهمية المتهوكون، والفرعونية المعطلون، والباطنية الذين هم من جميع الأديان منسلخون، والرافضة الذين هم بحبال الشيطان متمسكون، ومن حبل الله منقطعون، وعلى مسبة أصحاب رسول الله عاكفون، ويقذف سيدة النساء أم المؤمنين حبيبة المصطفى المبرأة من كلّ ريبة بالآياتِ الصَّريحةِ القرآنية، والروايات الصحيحة المحمدية، ومن أجمعَ أهل الحقِّ قاطبة بكفرِ من طعنَ فيها بل بكفر من لَمْ يجزم ببراءتها كما يجزم بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكما يجزم بعدم الشريك لله تعالى:

حصان رزان لا تبؤ بريبة ... وتصبح غرق من لحومِ الغوافلِ