للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: والأوّل أظهر، ولا ينبغي أن يظن بأئمة الحديث النقاد الحفاظ أنْ يسري إليهم هذا الوهم في جملة هذه الأحاديث سيما وقد علمت أنَّ الحفاظَ نصوا على تصحيح بعضها، ولا ريب أنَّ للمؤمن أكثر من ثنتين في الجنَّة جزمًا لِمَا في الصَّحيحين مِنْ حديث عبد الله بن قيس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ للعبدِ المؤمن في الجنَّة لخيمة من لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلًا للعبد المؤمن فيها أهلون يطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضًا" (١).

تنبيه: الظاهر أن حديث أبي أمامة مقلوب وأنَّ الاثنتين من نساء الدُّنيا والسبعين مِنَ الحور العين والله تعالى أعلم.

[فصل]

وأمَّا المادة التي خلق منها الحور العين فقد روى البيهقي عن أنسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحور العين خلقن من الزعفران" قال (٢) البيهقي: "منكر".


(١) رواه البخاري (٣٢٤٣) في بدء الخلق، باب: ما جاء في صفة الجنَّة وأنها مخلوقة، (٤٨٧٩) في التفسير، باب: قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢)}. ومسلم (٣٨٣٨) في الجنَّة وصفة نعيمها وأهلها، باب: في صفة خيام الجنَّة وما للمؤمنين فيها من الأهلين.
(٢) ابن جرير (٢٧/ ١٠٢)، "الفردوس بمأثور الخطاب" ٢/ ١٤٣ (٢٧٣٠) و"الثقات" لابن حبان ٨/ ٥٢٨. و"تاريخ بغداد" ٧/ ٩٨، ٩٩ (٣٥٤٠)، انظر البعث للبيهقي (٣٥٤).