للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني في فَضْلِ المْوتِ وَذِكْرِهِ

تقدم أنَّ الموت ليس بعدم محض، ولا فناء صرف، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته، وحيلولة بينهما وتبدل وانتقال من دار إلى دار.

أخرج أبو نعيم، عن بلال بن سعد أنه قال في وعظه: يَا أَهْلَ الخُلودِ ويَا أَهْلَ البقاءِ إنكم لم تُخْلقوا للفناء، وإنما خُلقتم للخلود والأبد، ولكنكم تنتقلون من دار إلى دارٍ (١). وقال عمر بن عبد العزيز إنما خُلقتم للأبد، ولكنكم تنتقلون من دارٍ إلى دار (٢). ومن هذا قول المعري في قصيدته الداليّة (٣).

خُلّقَ الناسُ للبقاء فَضَلّتْ ... أُمّةٌ يَحسبونهم للنفادِ

إنما ينقلون من دارِ أعما ... لٍ إلى دار شقوةٍ أو رشاد

وأخرج الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير، وابن المبارك في الزهد، وابن أبي الدنيا، عن عبد الله بن عمرو


(١) "حلية الأولياء" ٥/ ٢٢٩.
(٢) "الحلية" ٧/ ٢٨٧ من قول الحسن.
(٣) سقط الزند لأبي العلاء المعري ص ٨. من حاشية "ط".