[الفصل الحادي عشر في نفخة الفزع، وما يكون فيها من تغير انتظام هذا العالم، وفساد انتظامه]
قال تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (١٥)} [ص: ١٥] أي من رُجوع ومردٍّ وقال: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}[النمل: ٨٧] فسّر الزمخشريُ المستثنى في هذه الآية من ثبّتَ الله قلبه من الملائكة، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وقيل غير ذلك (١)، وإنما يَحصُل الفزع لشدّة ما يقع من الهول عند تلك النفخة؛ لأنه إذا نفخَ في الصور نفخة الفزع، تزلزلت الأرض، وتحركت السّماء، وتناثرت النجوم، وتفجرت البحار، وذَهلت المراضع، ووضعَتِ الحوامل، وعُطّلَتِ العشارُ -أي: النوقُ الحوامل التي أتى على حملها عشرة أشهر - تُركتْ هَمَلًا بلا راع، واختلطتِ الإنسُ والجن، والدواب والوحوش وماج بعضهم في بعض". قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)} [الحج: ١].
وفي البغوي عن أُبي بن كعب قال: ستُ آيات قبل يوم القيامة، بينَما الناس في أسواقهم إذ ذهبَ ضوءُ الشمس، فبيناهم كذلك: إذ تناثرت النجوم فبينا هم كذلك إذ وقعَت الجبالُ على وجه الأرض