للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الزخرف: الآية ٦٦]، وقوله: "لا تأتيكم إلأّ بغتة" فإن عدة حروف بغتة: ألف وأربعمائة وسبع قال: فيحتمل خروجُ المهدي على رأس المائة أحتمالًا قويًا، بل قبل المائة إذ الدجال يخرج في خلافته، وهو يخرجُ على رأس المائة ويُحتمل أن يتأخر للمائة الثانية، ولا يفوتها قَطعًا. وإذا تأخر فلابد أن يبعث الله على رأس هذه المائة من يحيى للأمة أمر دينها كما ورد في حديثٍ مشهورٍ (١).

قال السيوطي رحمه الله في منطومته:

والشرطُ في ذلك أن تمضي المائة ... وهو على حياته بين الفئة

يُشارُ بالعلم إلى مقامه ... وينصرُ السُنَّةَ في كلامِه

وأن يكونَ في حديث قد رُوي ... من أهل بيت المصطفى وهو قويّ

والمختارُ الذي لا محيدَ عنه: أن علم ذلك مفوضٌ لعالم الغيب والشهادة، ليس لأحد من ذلك علم، والله أعلم. نعم: أخرج نعيم (٢) عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه، وعن أبيه، قال: يقومُ المهدي سنة مائتين وأخرج أيضًا عن جعفر الصادق مثله، وأخرجَ أيضًا عن أبي قبيل قال: اجتماع الناس على المهدي سنة أربع ومائتين، وهذا لو صَحَّ لمْ يُلزمنا لكونه لم يصدر عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، نعم: قد يستروحُ له، ولكن التحقيق أن ذلك منفردٌ الله بعلمه لا غير، والله سبحانه وتعالى أعلم.


(١) رواه من حديث أبي هريرة أبو داود (٤٢٩١)، والطبراني في الأوسط (٦٥٢٧)، والحاكم ٤/ ٥٦٧ و ٥٦٨، وأبو عمرو الداني (٣٦٤).
(٢) "الفتن" (٣٣٢، ٣٣٤).