للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيام كل يوم مقدارُه ألف سنة، وبُعِثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في آخرها (١).

قال أبو جعفر الطبري: هذا الأصل، وعضده بآثار، وذكر أدلة وآثارًا إلى أن قال: وينزل عيسى بن مريم فيقتله، يعني الدجال: فيُقيمون أربعين سَنة، لا يموتُ فيها أحد، ولا يمرضُ: ويقولُ الرجلُ لغنمه ودوابِّه: اذهبوا فارعوا، وتمرّ الشاة (٢) بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة، والحيات والعقارب لا تؤذي أحدا، والسبعُ على أبواب الدور لا يُؤذي أحدا، ويأخذ الرجل المُدّ من القمح فيبذره بلا حرث، فيجني منه سبعمائة مد، فيمكثون في ذلك حتى ينكسرَ سدُّ يأجوج ومأجوج، فيموجون ويُفسدون، فيبعثُ الله إليهم دابة فتدخل في آذانهم فيُصبحون مَوتى أجمعين. وذكر بقية الحديث. رواه الحاكم (٣) عن ابن مسعود مرفوعًا.

وأخرج الإمام أحمد في "الزهد"، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يلبَثُ عيسى بن مريمَ أربعين سنة، لو يقولُ للبطاحِ سيلي عَسَلاً لسالت، وقد قدَّمناه (٤) إلى أن قال: وبعد عيسى يتولى أمرؤ منهم يقال له: القحطاني يتولى إحدى وعشرين سنة، وتُعرض لبقيتهم إلى طلوع الشمس من المغرب عشرين سنة أيضًا، إن لم تكن أكثرَ فهذه مائة وعشرون سنة والدجال يمكثُ أربعين سنة والله أعلم.

وقال بعضُهم: إنَّ الساعة تقوم سنة سبع، بعد أربعمائة وألف أخذًا من قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً}


(١) "الروض الأنف" ٢/ ٢٩٥.
(٢) في (ب): الماشية.
(٣) المستدرك (٤/ ٥٢٢).
(٤) ص ٦٢٣.