قال شيخُ الإسلام في الواسطية: وللنّبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثُ شفاعات. أمّا الشفاعة الأولى: فيشفع في أهل المْوقفِ حَتَّى يقضي بينهم بعد أنْ يتراجع الأنبياء آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام حتَّى تنتهي إليه - صلى الله عليه وسلم - كما يأتي.
والثانية: فيشفع في أهلِ الجنّة أنْ يدخلوا الجنة، فهاتان خاصتان له - صلى الله عليه وسلم -.
الثالثة: يشفَع فيمن استحق النَّارَ وهذه الشفاعة له ولسائر النّبيينَ، والصديقين، وغيرهم مِن عِبادِ اللهِ الصالحين، فيشفع فيمن استحق النار أنْ لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرجَ منها (١)، وبعضهم أوصلَ الشفاعات المختص بها - صلى الله عليه وسلم - إلى عشر، والله أعلم.
وقد مرّ مقدارُ الوقوفِ، وأنّ الشمسَ تدنو من رءوسِ الخلائقِ مقدار ميل، وما يصيبهم من العرقِ من شدة الهولِ، وعظم حر الشمس يومئذ، وقد قالَ بعضُ السلفِ: لو طلعت الشمسُ على الأرض كهيئتها يوم القيامة لأحْرقت الأرضَ، وأذابت الجوامد، ونشفت الأنهار، فإذا حصل ذلك الكربُ العظيم، والبلاء الجسيم