للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الكتاب الثاني في أشراط الساعة واقترابها وما يتعلق بذلك]

قال تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: ١] وقال {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)} [الأنبياء: ١] وقال: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} [الشورى: ١٧]، وقال: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: ١٨]، وقال: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٦٦)} [الزخرف: ٦٦]، إلى غير ذلك من الآيات، وأما الأحاديث فلا تكادُ تحصر، لا يقال كيفَ يوصَفُ بالاقتراب، ما قد مضى قبل وقوعه ألف ومائة، وأكثر من ذلك لأنا نقول أن الأجل إذا مضى أكثره وبقي أقله حسن أنْ يمال فيه: اقترب الأجلُ فأجلُ الدُنيا قد مضى أكثره وبقى أقلُّه، ولقرب قيام الساعة عنده تعالى جَعلها كغدٍ الذي بعد يومك، فقال تعالى: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: ١٨]، وقال تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)} [المعارج: ٦، ٧]

وفي الترمذي (١) وصححه عن أنس "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار بالسبابة والوسطى. هما مرفوعًا: فضل إحداهما على الأخرى.

وفي الصحيحين عن ابن عمر مرفوعًا: "إنما أجلكم فيمن مضى


(١) الترمذي عن أنس (٢٢١٤) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والحديث في الصحيحين، فقد رواه البخاري (٦٥٠٤)، ومسلم (٢٩٥١).