للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فائدة: مرّ أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الصلاة، في اليوم الذي كالسنة "أتكفينا فيه صلاة يوم واحد؟ قال: لا، ولكن أقدُروا مقدارَ كُلّ يوم فصلّوا فيه خمسَ صلوات، وتقدم وقيس به اليومان الآخران وسئل عن الأيام القصار فقالوا: كيف نُصلي يا رسول الله في تلك الأيام؟ قال: تقدرون فيها للصلاة، كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال". قال في الإشاعة (١): والظاهر أن التقدير هُنا عكس الأوّل، بأن تُصلى الخمس في مقدار يوم من هذه الأيام.

قُلْتُ: وهو منطوق الخبر، والظاهر أن صاحبَ الإشاعة ظن أن قوله كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال: أن الطوال هي أيام الدجال التي مرّ الكلام عليها وليس كذلك، بل قوله - صلى الله عليه وسلم -، كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال، أي التي أنتم فيها الآن، هذا الذي يظهر والله أعلم.

وأما كيفية النجاة منه: فإنه معلومٌ قطعًا أنه ليس برب، كيف! وهو يأكل الطعام ويشرب الشرابَ، وهو لضعفه وخسته أعور وهُو جسم مرئي، وهذه كلها لا تجوز على البارئ. نعم الرؤيا (٢) لكن في الآخرة كما ثبت ذلك، ولو كان لَهُ قوة لردَّ عينه وجعلها أحسنَ عين، رؤيت في الدنيا، وقد عُلم ممّا مَرّ أنه لا يدخل الحرمين، فينبغي لمن أدرك ذلك أن يلتجئ إلى أحدهما أو إلى المسجد الأقصى أو إلى مسجد الطور، هذا وقد صح عن حضرة الرسالة: "أن من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف، عُصم من الدجال" (٣).


(١) الإشاعة ص ١٣١.
(٢) والمراد بذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا"
(٣) رواه مسلم (٨٠٩) من حديث أبي الدرداء.