للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار" (١) قُلْتُ: وذكر بعضُ العلماء أنّ الصّلاة تقدر في هذه الأيام أيضًا، على قياس ما مرَّ (٢) ويأتي تحريره قريبًا. والله أعلم.

والجوابُ عن اختلاف الحديثين: إمَّا بالترجيح وإمّا بالجمع فإن رجَّحنا فحديثُ النواس عند الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي، فهو أقوى لأنه أصح، وإن كان الثاني: أيضًا في الصحيح، فيقدم عليه وإن جمعنا فطريق الجمع: أن أيامه أربعون سنة، وتُسمَّى السنين أيامًا مجازًا.

كما يُقالُ أيامُ بني الزبير وأيّام عمر بن الخطاب وأيام بني أمية، ثم إن أول أيام سنته الأولى: كسنة، وثانيها: كشهر، وثالثها: كجمعة وباقي أيامها كأيامنا ثم تناقص أيام السنة الثانية حتى تكون السنة كنصف سنة، وهكذا إلى أن تكونَ السنةُ كشهر، والشهر كجمعة والجمعة كيوم، حتى يكونَ آخر أيامه بحيث يُصبحُ أحدُهم على باب المدينة، فلا يبلغ بابها الآخر حتى يُمسي فتكونُ السنة الأولى مشتملة على مقدار سنين من سينينا، وسِنُوُّه الأخيرة مقدار سنة، من سيننا ويقربه رواية الحاكم، ونعيم عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا أنه يقول: "أنا رب العالمين، وهذه الشمس تجري بإذني، أفتريدون أن أحبسها؟ فيحبس الشمس حتى يجَعلَ اليومَ كالثسهر، وكالجمعة، ويقول: أتريدون أن أسيّرَها فيجعلُ اليوم كالساعة؟ " الحديث (٣).


(١) رواه الترمذى (٢٣٣٢)، والذي عند أحمد ٢/ ٥٣٧ من حديث أبي هريرة.
(٢) ص ٥٩٤.
(٣) رواه نعيم بن حماد في الفتن ٢/ ٥٤٤، وابن كثير في البداية والنهاية ١/ ١٣١ - ١٣٤ مطولًا. وقال: خبر عجيب ونبأ غريب. ونقل عن الذهبى، قوله: هذا الحديث شبه موضوع.