في الشفاعة الخاصة وهي فيمن اْستحق النار مِنَ المؤمنين أن لا يدخلها وفيمن دخلها منهم أنْ يخرجَ منها كما تقدم عن شيخ الإسلام قدّس الله روحَه وهي التي تنكرها المبتدعة فأرجو أن يحرموها ومِنْ حججهم على ذلك قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ}[البقرة: ٤٨] وقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: ١٨]. وزعمت أنَّ مَنْ دخلَ جهنَّم يخلد فيها؛ لأنَّه إمَّا كافر، أو صاحب كبيرة مات بلا توبة هذا رأي المعتزلة ومَنْ وافقهم مِنْ أهْلِ الأهواءِ وهو رأي فاسد، ومذهب باطل لا ينظر إليه، ولا يعول عليه بإجماع أهْلِ السنةِ والْجماعةِ أيدهم الله بعلو الكلمة والشفاعة إنَّه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
أخرجَ البخاري (١) في صحيحه عن سيدنا عمر رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّه خطبَ فقال: إنَّه سيكون في هذه الأمّة قوم يكذبون بالدجال، ويكذبون بالشفاعةِ، ويكذبون بقوم يخرجون من النارِ بعدما اْمتحشوا. قال في النهاية: ويكذبون بقوم يخرجون من النار أي: بعدما اْحترقوا والمحش اْحتراق الجلد، وظهور العظم ويروى: امتحشوا مبنيا لما لم
(١) البخاري (٢٤٦٢)، ومسلم (١٦٩١)، وأبو داود (٤٤١٨)، وابن ماجه (٢٥٥٣)، والنسائي في "الكبرى" (٧١٥٦، ٧١٥٩)، والترمذي (٣٢٣)، وابن حبان (٤١٣، ٦٢٣٩)، وأبو يعلى (١٥٣)، وأحمد (١/ ٢٣، ٤٧، ٥٠، ٥٦).