للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسم فاعله. اْنتهى.

وعن أنس رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّه قال: من كذب بالشفاعةِ فلا نصيب له فيها، ومَنْ كذب بالحوضِ فليس لهُ فيه نصيب. وقيل له: إنَّ قومًا يكذبون بالشّفاعة فقال: لا تجالسوا أولئك (١).

وأخرجَ البيهقي قال: ذكروا عند عمران بن حصين رَضي اللهُ عَنْهُ الشفاعة فقال رجل يا أبا نجيد إنكم لتحدثونا أحاديث لمَ نجدْ لها أصلاً في القرآن. فغضب عمران بن حصين وقال للرجل أقرأتَ القرآن؟ قال: نعم قال: فهل وجدت صلاةَ العشاءِ أربعًا، وصلاة المحربِ ثلاثا، وصلاة الفجر ركعتين، والظهر أربعًا، والعصر أربعا؟ قال: لا. قال: فعن مَن أخذتم هذا؟ ألستم عنا أخذتموه؟ وأخذناه عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -؟! ووجدتم في كلِّ أربعين درهمًا درهمًا، وفي كلّ كذا شاة كذا، وفي كلّ كذا بعير كذا أوجدتم في القرآن هكذا؟ قال: لا. قال: ووجدتم في القرآن {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: ٢٩] أوجدتم طوفوا سبعا، واركعوا ركعتين خلف المقام؟ أوجدتم هذا في القرآن؟ عمن أخذتموه؟ ألستم أخذتموه عنا؟! وأخذناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قالوا: بلى إلى أنْ قال: فإنَّ اللهَ قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧] وإنا قد أخذنا عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أشياء ليس لكم بها علم.


(١) هناد في "الزهد" (١٨٩)، "الشريعة" للآجري (٣٣٧).