للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصلٌ في عددِ الجنات وأنواعها

تقدم أنَّ الجنَّةَ اسمٌ شامل لجميعِ ما حوته من البساتين والمساكن والقصور، وهي مع ذلك جنات كثيرة جدًا كما روى البخاريُّ عن أنسٍ رضي اللهُ عنه أنَّ أُمِّ الرّبيع بنت البراء وهي أمُّ حارثة بن سراقة رضي اللهُ عنهم أتتْ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي اللهِ ألاَ تحدثني عَن حارثة؟ -وكان قُتل يوم بدرٍ، أصابَه سهمٌ غَرْب- فإن كان في الجنةِ صبرتُ، وإن كانَ غَيرَ ذلك اجتهدتُ عليه في البكاءِ. قال: "يا أُمِّ حارثةَ إنهَا جناتْ وإن ابنكِ أصابَ الفردوسَ الأعلى" (١).

وأخرج الشيخان عن أبي موسى رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وما بين القومِ وبين أن ينظروا إلى ربهم، إلَّا رداء الكبرياء على وجهه في جنةِ عدن" (٢) (٣).

وقال القرطبي في التذكرة (٤): قيل: الجنات سبع: دار الجلال، ودار السَّلام، ودار الخلد، وجنة عدن، وجنة المأوى، وجنة نعيم،


(١) رواه البُخاريّ (٢٨٩٠)، أحمد ٣/ ٢٦٠، والبيهقيّ في "السنن الكبرى" ٩/ ١٦٧.
(٢) رواه البُخاريّ (٤٨٧٨)، ومسلم (١٨٠).
(٣) "حادي الأرواح" ١٤٨ - ١٤٩.
(٤) "التذكرة" ص ١٧٥.