خاتمة عظيمة النفع جسيمة الوقع، لمن كان له قلب أو ألقى السمع:
اعلم أن في إخفاء علم الساعة عن العباد كما مرّ فوائد عظيمة، وعوائد جسيمة، وهو أنهم إذا لم يعلموا متى تكون، كانوا على حذر منها، فكان ذلك أدعى للطاعة وأزجر عن المعصية والفظاعة، وتقدم قول العلامة: قد احتجَّ كثيرٌ من العُلماء على تعيين قرب زمانها، بأحاديث لا تخلوا من نظر.
قُلْتُ: أمّا قرب الساعة فحق، وأمّا التعيين فلا لأحد منه علم، سوى عالم الغيب والشهادة.
قال العلامة: فمنهم -أي ممن خاض في علمها، وأنها قَربَت- من قال بقى لها كذا، ومنهم من قال يخرج الدجال على رأس كذا، وتطلع الشمس على رأس كذا. فجاء الحافظُ السيوطي وردّ ذلك في كتابه:"الكشفُ".
قُلْتُ: وهو كتاب لطيف لا يبلغُ كُرَّاسَه.
قال العلامة: وذكر هو تقريبًا أنها تقومُ على رأس الخمسمائة بعد الألف أو أقل، أو أزيد. قال العلامة: وهذا أيضًا مردود لأنّ كلّ من تكلم بذلك فهو ظن، وحسبان لا يقوم عليه من الوحي برهان، لكن الشارع صلوات الله وسلامه عليه ذكر لقرب الساعة علامات وأشراطًا والله أعلم.
قال السيوطي في "الكشف في مجاوزة هذه الأمّة الألف": الذي