الفصل السادس فيما يحضر الميت من الملائكة وغيرهم وما يَراه المحتضر، وما يقال له، وما يبشر به المؤمن، وينذر به الكافر (١)
أخرج الإمام أحمد وأبو داود في "سننه"، والحاكم في "المستدرك"، وابن أبي شيبة في "المصنف"، والبيهقي في كتاب "عذاب القبر"، وغيرهم من طرق صحيحة، عن البراء ابن عازب رضي الله عنهما قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله، وكأنّ على رؤسنا الطير، وفي يده عودٌ ينكث به في الأرض، فرفع رأسه فقال:"استعيذُوا بالله من عذاب القبر"، مرتين أو ثلاثًا، ثم قال:"إنَّ العبَد المؤمن إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه الملائكة من السّماء بيضُ الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم أكفانٌ من كفن الجنة وحَنُوطٌ من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس المطمئنّة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان".
قال: "فتخرجُ تَسيلُ كما تسيل القطرةُ مِن في السِّقاء وإن كنتم ترونَ غير ذلك، فيأخذها فإذا أخذها لم يَدَعوها في يده طرفة عين،