هؤلاء لا يكاد أن يصدر ممن يتديّن بدين ما، وأنا أحلف بالله؛ إنْ هو إلا أشد كفرًا من اليهود والنصارى، وقد رد كلامهم جمع من أنصار دين الله وبينوا إلحادهم وكفرهم وأنهم لا دين لهم قديمًا وحديثا، وحذروا من الاغترار بهم وزجروا عن الاقتفاء بسربهم نهيًا حثيثا.
ولقد أحسن في عصرنا الشيخ الإمام العارف بالله سيدي مصطفى البكري، لا زال يبتكر المعاني الدقيقة ويكشف عن وجوه مخدرات الحقيقة بتصنيف كتابه المسمى:"بالسيوف الحداد في الرّدّ على أهل الزندقة والإلحاد"، فلقد أجاد وأفاد وأتى بما فوق المراد، فجزاه الله عن دينه خيرا، فنسأل الله تعالى معرفةً ندرك بها الأشياء على ما هي عليه والله أعلم.
وقال إبراهيم بن الجنيد: علامة المحب على صدق الحب ست خصال: دوامُ الذكر بقلبهِ بالسرور بمولاه، وإيثار محبة سيده على محبة نفسه والخلائق أجمعين، والأُنس به دون غيره، والشوق إلى لقائه، والرضا عنه في كل شدة وضُرٍّ ينزل به، واتباع رسول - صلى الله عليه وسلم -.
[ومحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على درجتين]
إحداهما: فرض: وهي التي تقتضي قبول ما جاء به من عند الله وتلقيه بالمحبة والتعظيم والرضا به والتسليم، وعدم طلب الهدى من غير طريقه بالكلية، ثمَّ حسن الاتباع له فيما بلغه عن ربه من تصديقه في كل ما أخبر به، وطاعته فيما أمر به من الواجبات، والكف عما