للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صافية، كما مرّ في صفة الدجال، لا يجدُ ريحَ نَفَسِه أي عيسى عليه السلام، كافرٌ إلّا مات.

وأما سيرته: فقد تقدم أنه يدقُ الصليب، ويقتل الخنزير، ويقتل القرد، ويضع الجزية فلا يُقْبَلُ إلا الإسلام، ويتحد الدين فلا يُعبَدُ إلا الله، ويَتركُ الصدقة أي الزكاة لعدم من يقبلُها وتظهر الكنوز في زمنه، ولا يرغبُ في اقتناء المال، ويرفع الشحناء والتباغض وينزع سم كل ذي سم، حتى تلعبَ الأولادُ بالحيات والعقارب فلا تضرهم، ويرعى الذئب مع الشاة فلا يضرها، ويملأ الأرض سلمًا وينعدمُ القتال، وتنبتُ الأرض نبتها كعهد آدم، حتى يجتمع النفرُ على القطف من العنب فيشبعهم وكذا الرّمّانة وترخص الخيل لعدم القتال، ويَغلو الثورُ لأن الأرض تُحرَثُ كُلُّها ويكونُ مقررًا لشريعة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، لا أنّه رسول لهذه الأمة، ويكون قد علم بأمر الله في السماء قبل أن ينزل وهو نبي، وزعم بعض العُلماء أنّ نزول عيسى عليه السلام، يرفع التكليف قالوا: لئلا يكونَ رسولًا إلى أهل ذلك الزمان يأمرهم عن الله وينهاهم، وهذا مردودٌ بالأخبار الواردة أنه مقرر لهذه الشريعة، ومجددٌ لها إذ هي آخر الشرائع ونبينا - صلى الله عليه وسلم -، آخر الرسل، وأيضًا فإن بقاء الدنيا إنما يكون بمقتضى التكليف، إلي أن لا يقال في الأرض الله الله. ذكره القرطبي في "التذكرة" (١).


(١) "التذكرة" ص ٧٩٧.