للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المراد أوّل خلق الله من أهل التوحيد، أو يقال ذاك لحكمة دقت عن فهمنا أو لأنّه مع كونه مشركًا ظلم العباد بغرورهم وظنهم أنه مخلص حئَّ ربما اْقتدوا به أو غير ذلك فليتأمل، والله تعالى الموفق.

[تتمة في مسائل متفرقة]

المسألة الأولى في خلود أهل الدارين فيهما: أعني الجنة والنار أما خلود أهل الجنة فقد تقدم وهذا بالإجماع لا ينازع فيه أحد من أهل الفهم والاطلاع ممن يثبت وجود الجنة وأنها دار المعاد والجزاء من سائر الأديان.

فإن قلتَ: هذا غير مسلم مع شهرة الخلاف واطلاعك عليه وأنت وذكرك له في غير موضع وقد ذكره جماعة من الأئمة كالإمام ابن القيم في "حادي الأرواح" (١) والعلامة في "البهجة" وغيرهما. قلتُ: إن ذلك كذلك لكني ما أعد ذلك خلافًا -لوجهين:

أحدهما: أن أوّل من اْبتكر هذا القول جهم بن صفوان إمام الجهمية وليس له فيه سلفٌ قط من الصحابة ولا من التابعين ولا من تابعيهم وإذا مضت هذه القرون الثلاث الذين هم خير هذه المِلة مجمعة عَلىَ أمرٍ، ثمَّ حدث مِن بعدهم مَنْ ليس هو مثل أدناهم وانتحل مقالة لا تعد مقالته خلافًا، ولهذا لم يقل به أحد من أهل السنة وأنكره عليه وعلى أتباعه أئمة الإسلام وكفروهم به وصاحوا به من أقطار الأرض.


(١) "حادي الأرواح" ص ٣٦٥.