للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

وأخرج الطّبرانيّ عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يدخل الجنَّة أحد إلَّا بجواز بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: هذا كتاب من الله لفلان بن فلان، ادخلوه جنة عالية قطوفها دانية" (١). ورواه ابن منده أيضاً.

قال الإمام المحقق: قلت: وقع المؤمن في قبضة أصحاب اليمين يوم القبضتين ثم كتب من أهل الجنَّة يوم نفخة الروح فيه، ثم يكتب في ديوان أهل الجنَّة يوم موته، ثم يعطى هذا المنشور يوم القيامة، والله المستعان. وفي كلام الرب جل ثناؤه: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (١٩) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١)} [المطففين: ١٨ - ٢١]، أخبر تعالى: إن كتاب الأبرار كتاب مرقوم تحقيقاً لكونه مكتوباً كتابة حقيقية، وخص كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد المقربين من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين، ولم يذكر هذا لكتاب الفجار تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به وإشهاداً وإظهاراً بين خواص خلقه كما تكتب الملوك تواقيع من تعظمه من الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له


(١) الطّبرانيّ في الكبير (٦/ ٢٧٢) وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٧٣٥) وقال رواه الطّبرانيّ في الكبير الأوسط.