للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيطان" (١) أي يكون نصفه في الشمس، ونصفه في الظل، وحديث عياش بن أبي ربيعة لمَّا هاجر، أقسمت أمه بالله لا يظلها ظل، ولا تزال في الضح والريح حتى يرجع إليها. ذكره في النهاية (٢).

ونعم الله لا تحصى، وأياديه لا تستقصى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: ٣٤] والله سبحانه أعد لعباده المتقين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

[فصل]

وأمَّا طعام أهل الجنَّة، وشرابهم ومصرفه فقد قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)} [المرسلات: ٤١ - ٤٣]. وقال تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (٢٤)} [الحاقة: ٢٤]. وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (٧٣)} [الزخرف: ٧٢، ٧٣]. وقال: {مَثَلُ الْجَنَّةِ


(١) مسند الإمام أحمد (٣/ ٤١٤)، والحاكم (٤/ ٢٧١)، وله شاهد من حديث بريدة دون قوله: "مجلس لشيطان"، وعند أبي شيبة (٨/ ٦٨٠)، وابن ماجه (٣٧٢٢)، وعن أبي هريرة في المسند برقم (٨٩٧٦).
(٢) "النهاية" ٣/ ٧٥، انظر "السيرة" لابن هشام (٢/ ٨٦)، و"البداية والنهاية" (٤/ ٤٢٩).