أخرج ابن أبي الدّنيا في "التهجّد"، وابن الضريس في فضائل القرآن (١)، وغيرهما عن عبادة بن الصّامت قال: إذا قام أحدكم من اللّيل، فليجهر بقراءته فإنه يطرد بجهره الشياطين، وفسّاق الجنّ، وإنّ الملائكة الذين هم في الهواء، وسكّان الدّار يستمعون لقراءته، ويصلّون بصلاته، فإذا مضت هذه الليلة، أوصت تلك الليلة المستأنفة فتقول نبهيه لساعته، وكوني عليه خفيفة، فإذا حضرته الوفاة جاء القرآن، فوقف عند رأسه وهم يغسّلونه، فإذا فرغ منه دخل القرآن حتى صار بين صدره وكفنه، فإذا وضع في حفرته وجاءه منكر ونكير، خرج القرآن فصار بينه وبينهما، فيقولان له إليك عنا، فإنا نريد أن نسأله فيقول: والله ما أنا بمفارقه حتى أدخله الجنّة، فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما، ثم يَنظرُ إليه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول: أنا القرآن، أنا الذي كنت أسهرُ ليلَك، وأضمي نَهارَك، وأمنعك شهوتك، وسمعَك وبصرَك، فستجدني من بين الأخلّاء خليل صدق، ومن الإخوان أخا صدق، فأبشر فما عليك بعد مسألة منكر ونكير، مِنْ هَمّ ولا حَزن، ثمّ يخرجان عنه فيصعد القرآن إلى ربه تعالى، فيسأل له فراشًا ودثارًا، وقنديلًا من
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" ص ١٣٥ - ١٣٨ (٣١) وابن الضريس في "فضائل القرآن" ص ١١٦ (١١٦)، وفي إسناده داود بن راشد الطفاوي يحدِّث بالبواطيل. وانظر التعليق على الحديث في آخره.