للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتُقيم بالليل، تغدو وتروح" يُقالُ غدت النار: أيها الناس فاغدوا، قالت: -أي من القيلولة- أيُّها الناس فقيلوا، راحت النار أيها الناس: فروحوا، من أدركته أكلته (١).

فإن قيل ما وجه الجمع بين كونها تخرج من قعر عدن، ومن برهوت ومن حبس سيل؟

فالجواب: أنها تخرجُ من برهوت: ويقالُ له وادي النار، وهي في قعر عدن، وعدن على ساحل البحر، فالعبارات مآلها واحد، وتمر بحبس سيل أيضًا والخطاب مع أهل المدينة، وحبس سيل: قريب من المدينة، فوصول النار إليها يكون قبل وصولها المدينة، فصح أن يُقال لهم: تخرجُ نارٌ من حبس سيل.

[تتمة]

مرّ أنّ أهل الأرض يكفرون، ويعبدون الأوثان، وأنه لا تقومُ الساعة إلّا على شرار الناس، ففي مُسلم كالمسند "لا تَقومُ الساعة حتى لا يُقالُ في الأرض الله الله" (٢).

وفي المستدرك بسند صحيح عن عائشة مرفوعًا: "لا يذهب الليل والنهار، حتى تُعبدَ اللاتُ والعزى، ويبعث الله ريحًا طيبة، فتَتَوفَّى من


(١) رواه البغوي في "معجم الصحابة" ١/ ٩٤. وابن حبان (٦٨٤٠)، وأحمد (٣/ ٤٤٣)، والحاكم (٤/ ٤٤٢)، وأبي يعلى (٩٣٤) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٢)، ورواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير رافع، وهو ثقة ا. هـ
(٢) رواه مسلم (١٤٨)، وأحمد ٣/ ١٠٧، ١٦٢، ٢٠١.